اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 217
المستوى
الثاني : إمكان المناقشة في ذينك التكليفين
اللزوميين اللذين أشرنا إليهما فيما سبق ، وذلك بالقول إنّهما كانا ساقطَين تماماً
عن ذمّة هؤلاء الجماعة الناصرين للحسين عليهالسلام
، بالرغم من أنّ مقتضى القواعد المعروفة ثبوتها في كثيرٍ من الموارد الأخرى.
أمّا التكليف الشرعي بهداية الناس
والدفاع الكلامي عن قضية الحسين خاصّة والدين عامّة ؛ فلأنّ ذلك كلّه لم يكن
يتوقّف عليهم ولا يستند إليهم ، بل هم يعرفون وجود ناس آخرين على قدر الحاجة
متفرّقين في البلدان يمكن أن يقوموا بهذه المهام ، ومن المعلوم أنّه مع وجود ما
يكفي للحاجة يكون التكليف الإلزامي الكفائي ساقطاً عن الآخرين.
وأمّا المحافظة على النفس وحرمة إلقاء
النفس في التهلكة ، أو قل وجوب الهرب عن مثل هذا السبب : فلا شكّ أنّهم عَلموا
بجواز البقاء مع الحسين عليهالسلام
، حتّى لو أذنَ لهم بالتفرّق ؛ فإنّه لم يأذن لهم إلزاماً ، وإنّما أذِن لهم
جوازاً للقتل ، وإذا عرفوا منه ـ وهو آمرهم وإمامهم ومصدر شريعتهم ـ جواز البقاء
والتعرّض للقتل ، إذاً فقد سقطَ تكليفهم بذلك أمامَ الله عزّ وجل ، فلم يبقَ
أمامهم إلاّ البقاء وتحصيل المقامات العليا التي ينالونها بالشهادة.
المستوى
الثالث : مستوى الامتحان أو التمحيص الذي مرّوا
به وأحسّوا به.
وقد أسلفنا أنّه من الواضح أنّ المقصود
الرئيسي للحسين عليهالسلام
في الإذن لأصحابه بالانصراف : هو امتحان درجة همّتهم في نَصره واستعدادهم للفداء
دونه ، ومن هنا وردَ في الرواية : «ولقد بَلَوتهم ، فلم أجدُ فيهم
اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 217