اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 219
يحتاجه جسمه أو أكثر
، وتشجّع وقاتلَ أكثر ممّا قاتل ، فإنّه لم يكن بالممكن أن ينجو هو ولا أخوه
الحسين عليهالسلام
من القتل ، بل السبب لقتلهم موجود ومتحكّم لا محالة.
المستوى
الثاني : إنّه وجدَ من الخيانة لأخيه وذويه أن
يكون ريّاناً بالماء وهم عطاشا ، وهذا ما يُصرّح به التاريخ [١] ، وقد نطقَ به الشعر الذي نقلناه عنه
بصراحة ، وهو أدب إسلامي عالي أمام الله سبحانه ، ومن هنا قال : تالله ما هذا فعال
ديني.
المستوى
الثالث : إنّه شعرَ بتكليفه في ذلك الحين بوجوب
الإعراض عن شُرب الماء وأطاع تكليفه ذاك ، وهذا الشعور يكون بأحد أساليب : إمّا
بالإلهام ، أو بالرواية عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
، أو عن فاطمة الزهراء عليهاالسلام
، كما نُقل في بعض الروايات [٢].
المستوى
الرابع : إنّه عليهالسلام
أراد أن يموت عطشاناً عَمداً أمام الله سبحانه ؛ لأنّ ذلك أكثر أجراً وأعلى مقاماً
، ومن هذا القبيل ما رويَ عن أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام
عندما دُعي إلى مأدبة ، فأكلَ ثلاث لقم فقط ثمّ سحبَ يده ، فقال له ابن عبّاس : هلاّ
أكلتَ يا أمير المؤمنين؟ فقال : «إن هي إلاّ ثلاث وأريد أن ألقى ربّي خميصاً» [٣].