اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 187
على المستوى الإلهي.
ومحلّ الشاهد من ذلك أنّنا نسأل : لماذا
نحمل أخوّة رسول الله صلىاللهعليهوآله
على الأخوّة المعنويّة ، ولا نحمل أخوّة الحسين على نفس المضمون ، فإمّا أن
نحملهما معاً على عالَم المجاز ، وإمّا أن نحملهما معاً على عالَم المعنى ، ولا
يحقّ لنا أن نحمل بعضها هكذا وبعضها هكذا؟
وحيث تعيّن أن تكون أخوّة علي عليهالسلام لرسول الله صلىاللهعليهوآله معنوية ، كذلك
ينبغي أن تكون أخوّة مسلم بن عقيل للحسين عليهالسلام
معنوية ، كلّ ما في الأمر أنّ الفرق بين الأخوّتين : هو الفرق بين الشخصين أعني
عليّاً ومسلماً من ناحية ، ورسول الله صلىاللهعليهوآله
والحسين من ناحية ثانية ، فهذه الأخوّة أدنى من تلك الأخوّة ؛ لأنّها تختلف عنها
باختلاف الحسين عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
، ولكنّها مع ذلك شريفة وعظيمة جدّاً ، بحيث لا تُقاس معها أيّ أخوّة أخرى في
البشريّة.
هذا ، وأمّا قوله : (ثقتي من أهل بيتي) فهو
واضح المعنى ، غير أنّ فيه جهتين من الحديث لابدّ من خوضهما :
الجهة
الأولى : أنّ الوثاقة لا مَحالة تختلف ، فهناك
الثقة ، وهناك الأوثق ، وهناك الأوثق منه ، وهكذا. أمّا كلام الإمام الحسين عليهالسلام ، فيدلّ على أنّ
مسلم بن عقيل (سلام الله عليه) ثقة للإمام المعصوم عليهالسلام
، وهذه أعلى أشكال الوثاقة بعد العصمة.
الجهة
الثانية : أنّه قد يقع السؤال : أنّ في العبارة
دلالة أو إشعاراً بأنّه أوثق من غيره من الهاشميّين (من أهل بيتي) ، ولا يوجد مَن
هو في مستواه ، مع أنّ فيهم الكثيرين ممّن يعدلونهُ في الوثاقة : كالعبّاس بن علي
، وعليّ بن الحسين الأكبر ، والقاسم بن الحسين السبط ، فضلاً عن الإمام السجّاد
عليّ بن الحسين (عليه وعليهما السلام) ، وهو الإمام المعصوم بعد الحسين عليهالسلام؟
وجواب ذلك على مستويين :
اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 187