اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 186
مُسلم بن عقيل
في الكوفة
حيث تحدّثنا عن مسلم بن عقيل ويُعتبر
الحديث عنه حديثاً عن أوّل قضايا الحسين عليهالسلام
تقريباً ، أودُّ بهذه المناسبة أن أعرض عدّة أفكار ، أعرضها في العناوين التالية :
الأخوّة
حين أرسل الإمام الحسين عليهالسلام مسلم بن عقيل إلى
الكوفة ، كتبَ معهُ كتاباً يُعرّفه لأهلها ويصفهُ بأنّه : «أخي وابن عمّي ، وثقتي
من أهل بيتي ، والمفضّل عندي» [١]
، فهذه عدّة صفات :
أمّا كونهُ ابن عمّه : فهو تعبير عن
قرابته فعلاً ؛ لأنّ عليّاً وعقيل (سلام الله عليهما) أخوان شقيقان ، وهما أبوا
الحسين ومسلم.
وأمّا كونهُ أخاه : فهو على ما أعتقد
أهمّ هذه الصفات على الإطلاق ؛ لأنّه لم يكن أخاً شقيقاً حقيقة ولا غير شقيق ، فلابدّ
من حَمله على أحد معنيين : إمّا المعنى المجازي ، أو المعنى المعنوي ، ولا تنافي
بينهما ؛ لأنّه في الظاهر أخ مجازي وفي الباطن أخ معنوي.
وفي هذا الصدد ينبغي أن نلتفت إلى أنّ
رسول الله صلىاللهعليهوآله
حين آخى بين أفراد المهاجرين والأنصار وترك عليّاً عليهالسلام
، شكى إليه علي بأنّه لم يُعيّن له أخاً؟ فقال : «جَعلتك أخاً لنفسي» [٢] ، ومن هنا وردَ تشريفه بهذه الصفة
بأنّه المخصوص بالأخوّة ، يعني مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وهذه ليست أخوّة مجازيّة بل أخوّة معنويّة وحقيقية
[١] تاريخ الطبري : ج
٦ ، ص ١٩٨ ، مناقب ابن شهرآشوب : ج ٣ ، ص ٢٤٢ ، مقتل الخوارزمي : ج ١ ، ص ١٩٥ ، الإرشاد
للمفيد : ص ٢٠٤ ، ط نجف.
[٢] أسد ُالغابة
لابن الأثير : ج ٤ ، ص ١٦ ، مناقب ابن شهرآشوب : ج ٢ ، ص ٨٥ بتصرّف.
اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 186