اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 144
لم يكن الخبر خبر
ثقة فكيف يمكننا الأخذ به؟
وقد يخطر في البال هنا : إنّ هذا الشخص
أو غيره من الأعداء حين يروي شيئاً من الحوادث إنّما يقرّ على نفسه بالجريمة ، وإقرار
العقلاء على أنفسهم جائز ، فمن الممكن الأخذ بخبره من هذه الجهة.
إلاّ أنّ هذا غير صحيح لعدّة أسباب أو
وجوه :
الوجهُ
الأوّل : إنّ قاعدة إقرار العقلاء إنّما تَجعل
الخبر معتبراً بالنسبة إلى العقوبة للمتكلّم به ، أو تحميله مسؤوليّته بشكلٍ وآخر
، ولا تَجعل الخبر مُعتبراً بمعنى كونه مشهوداً له بالصحّة بشكل مطلق.
الوجهُ
الثاني : إنّ هذا الشخص أو ذاك ممّن كان في
معسكر الأعداء ، قد لا يروي الحادثة عن نفسه ، وإن تكلّم عن نفسه أعني عمّا قاله
وفعلهُ في كربلاء ، إلاّ أنّه يروي ذلك مدافعاً عن نفسه ، يعني يريد أن يثبت أنّه
قد رَحم الآخرين وتعطّف عليهم في الوقت الذي شدّد عليهم غيره ، وهذا شامل لعدد من
النقول الواردة ، ومعه لا تكون إقراراً حتّى نُثبت حجيّتها بقاعدة الإقرار.
إذاً ، ينتج أنه ينبغي الحذر كثيراً حين
نسمع من أو عن أمثال هؤلاء الأعداء أخبارهم عن واقعة كربلاء ، ومن المؤكّد أن
أخبارهم ليست أخبار ثقاة بل هو خبر ضعيف ، باصطلاح أهل الحديث ؛ لأنّها رواية فاسق
ومُعاند للحقّ ومَن الذي يقول بحجيّة الخبر الضعيف؟
الرواةُ المتأخّرون
لكنّ الذي يُهوّن الخَطب أنّنا نأخذ
التفاصيل من كُتب علمائنا الموثوقين الأجلاّء : كالشيخ المفيد في الإرشاد ، والشيخ
الإربلّي في كشف الغمّة ، وأبي مَخنف ، والخوارزمي في مقاتلهم ، والشيخ التُستري
في كتابه عن الحسين عليهالسلام
اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 144