اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 145
وأضرابهم.
إلاّ أنّنا مع ذلك ينبغي أن نكون حَذرين
في النقل لعدّة أمور :
الأمرُ
الأوّل : إنّ كثيراً ممّا نَقلوا من الروايات هي
ضعيفة السند ومرسلة ، وعلى كلّ تقدير لا يمكن الآخذ بها فقهيّاً.
وقد يخطر في البال : إنّ هؤلاء العلماء
هم الذين تكفّلوا صحّتها على عاتقهم ، فهي معتبرة وصحيحة في نظرهم ، وهذا يكفي في
النقل وإن كانت مرسلة أو ضعيفة بالنسبة إلينا.
وجوابهُ
: بالنفي طبعاً ، يعني لا يكفي ذلك ؛
لأنّ صحّتها التي يعتقدون بها إنّما هي صحّة اجتهاديّة وحدسيّة ، وليست حسيّة
لتكون حجّة على الآخرين ، أو قل على الأجيال المتأخّرة ، كما هو مبحوث عنه في علم
الأصول.
الأمرُ
الثاني : إنّه ينبغي التأكّد من نسبة الكتاب إلى
مؤلّفه فقد يكون كلّه مُنتحلاً أو بعضه ، أو يكون مزيداً عليه أو محذوفاً منه وغير
ذلك من الاحتمالات ، وإذا وردَ الاحتمال بطل الاستدلال ، ولعلّ أهمّ وأوضح ما هو
مشكوك بالنسبة إلى مؤلّفه هو مقتل أبي مخنف ، وهو ممّا يَعتمد عليه الناس كثيراً ،
وأبو مَخنف رجل صالح وموثّق ، إلاّ أنّ نسبة كتابه إليه مشكوكة.
الأمرُ
الثالث : إنّه ينبغي التأكّد أنّ النقل في
الكتاب إنّما هو بنحو الرواية لا بنحو الحدس ؛ فإنّه وجِد خلال التأريخ مَن كَتبَ
عن واقعة الطف من زاوية الحَدس والكشف العرفاني لا بنحو الرواية ، وحاولَ فهمها من
وجهة نظره تلك ، وهذا هو الذي يبدو من الشيخ التستري في كتابه (الخصائص الحسينيّة)
حيث يقول مثلاً : إنّ الحسين عليهالسلام
حَصلت له حالة الاحتضار ثلاث مرّات. فإنّ هذا إن صحّ ، فقد أخذهُ بالكشف العرفاني
بلا رواية ؛ فإنّه لا توجد أيّة رواية بذلك ، وهكذا كثير من التفاصيل.
اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 145