اسم الکتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 143
٢ ـ لا يعرفون أسماء الرجال الموالين
والمعادين لكي يرووا تفاصيل أعمالهم.
٣ ـ إنّ فهمهم الطفولي يومئذٍ لم يكن
يساعد على الاستيعاب ، وكان عُمر أحدهم يومئذٍ قد لا يزيد عن خمس سنوات بالمعدّل ،
ولم يكونوا بمعصومين لكي نقول : إنّ الفهم منهم لا يختلف باختلاف سِني العمر.
الأمرُ
الثاني : إنّني لا أعتقدُ أنّهم مذكورون في
أسناد الروايات الناقلة للتفاصيل عن واقعة الطف إلاّ نادراً ، ولو كان الرواة
المتأخّرون نسبيّاً قد سَمعوا منهم لذَكروهم في السند ، اللهمّ إلاّ أن يقال : إنّ
الحذف من السند كان لداعي التقيّة يومئذٍ ؛ فإنّ نقلَ قصّة الحسين عليهالسلام كان مورداً للتقيّة
المكثّفة والصعبة في زمن الأمويين الذين قتلوه ورضوا بمقتله ، بل الأمر كذلك في
زمن أكثر الخلفاء العبّاسيين أيضاً.
القسمُ
الرابع : الأعداء الذين حاربوا الحسين عليهالسلام فعلاً في واقعة
كربلاء ، وكانوا حاضرين خلالها ، ولكنّهم نجوا من الموت ورجعوا إلى بلداهم فأمكنهم
أن ينقلوا القصّة ويسمع منهم الناس عنها الشيء الكثير. ويُروى : إنّ المختار
الثقفي حينَ أعلن الأخذ بثأر الحسين عليهالسلام
، كان يقبض على أعدائه واحداً واحداً ، فيسأله عمّا فعلهُ في واقعة الطف ، فيقتلهُ
بالشكل الذي قَتلَ به الشهداء هناك [١]
، فقد حصلَ من ناحية الأعداء روايات تفصيليّة عن حوادث كربلاء ، وهناك أخبار أخرى
من غير هذا الأسلوب رويت عن : حميد بن مسلم ، وزيد بن أرقم ، وغيرهما.
فهل نستطيع أن نعتبر هذه الأخبار عنهم
هي من أخبار الثقاة ، مع أنّنا نعلم أنّهم أشدّ الناس فسقاً وعناداً ضدّ الإمام
المعصوم ، بل ضدّ الله ورسوله أيضاً ، فإذا