responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 37

وملجأ الخائفين الذي من دخله كان آمناً من الروع وجعلت مكة قبلة يتوجه إليها ومكاناً ذا شأن عظيم يقصدها الناس من كلّ مكان فمن يعيش هذه النعم المجتمعة في واقعة وحياته ثم يكفر بها فلا ينتظر إلاّ العذاب والجزاء إذا ما فرط في شكرها لذلك ضرب القرآن الكريم مثلاً لبيان الخطر الذي يلف القوم الجاحدين لنعم الله المحيطة بهم فجاء المثل بالقرية المطمئنة التي لا يزعجها الخوف والموسع عليها في رزقها وحين كفرت ولم تشكر هذه النعم لاقت مصيرها المحتوم ضمن سنن الله في العقاب والثواب. والملاحظ في هذا المثل أن العذاب جاء مقابلاً للنعم فالجوع عاقبة للرزق الرغيد والخوف عاقبة للاطمئنان وذلك بعد الكفر بهما.

وفي هذا المثل القرآني استخدم القرآن الكريم حالة مشددة من العذاب فلم يكن الخوف والجوع لوحدهما جزاءً ولكنهما رتّبا من طريقين : احدهما الالباس وثانيهما الاذاقة وذلك وكذلك الالباس كقوله : ألبس الله الكافرين ثوب الجوع والخوف ليثيرها الالباس حالة شديدة من الجوع والخوف لما يغشاه ويحيط به فكأنك تقول : أذاقهم ما غشيهم من الجوع والخوف.

وقد يقال : كيف تكون الاذاقة مع الالباس؟ والجواب : انه يصح ان يقال ذاق فلان الجوع والضر أو اذاقه ذلك وكذلك الالباس كقوله : ألبس الله الكافرين ثوب الجوع والخوف ليثير الالباس حالة شديدة من الجوع والخوف لما يغشاه ويحيط به فكأنك تقول : أذاقهم ما غشيهم من الجوع والخوف.

ان هذا العرض القرآني الكريم من أجل ترسيخ الحالة التي يجب ان نكون عليها امام النعم ووجوب شكرها والحذر من الكفر بنعم الله سبحانه وان هذه الحالة قد تكتسب اهميتها الاجتماعية من جانب حدوثها وحصولها المتكرر في الوسط الفردي والمجتمع كذلك وعليه فينبغي مراقبة النفس وكيفية تحركها

اسم الکتاب : نور من القرآن المؤلف : الأوسي، علي    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست