اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 71
المجتهدين لأنّي
وجدت مالكا يقول بكراهة البسملة في الصّلاة [١]
بينما يقول أبو حنيفة بوجوبها [٢]
، ويقول غيره ببطلان الصلاة بدونها!
وبما أنّ الصلاة هي عمود الدّين إنْ
قُبِلت قُبل ما سواها وإن رُدّت ردّ ما سواها ، فلا أريد أن تكون صلاتي باطلة ،
كما أنّ الشيعة يقولون بمسح الرجلين في الوضوء ويقول السنّة بغسلهما! بينما نقرأ
في القرآن ( وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ)[٣] وهي صريحة في المسح ، فيكف تريد يا
سيدي أن يقبل المسلم العاقل قول هذا ويردّ قول ذاك بدون بحث ودليل؟
الإختلاف بين
المذاهب الأربعة
قال : بإمكانك أن تأخذ من كلّ مذهب ما
يعجبك لأنها مذاهب إسلامية ، وكلّهم من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
ملتمس.
قلت : أخاف أن أكون ممن قال اللّه فيهم
: ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَوَاهُ
وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْم وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ
عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ
أَفَلاَتَذَكَّرُونَ )[٤]. يا سيدي أنا لا أعتقد بأنّ المذاهب
كلّها على حق ما دام الواحد منهم يبيح الشيء ويحرّمه الآخر، فلايمكن أن يكون الشيء
، حراما وحلالاً في آن واحد ، والرسولصلىاللهعليهوآلهوسلملم
يتناقض في أحكامه لأنّه « وحي من القرآن » ، ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ
غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً )[٥].
وبما أنّ