اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 70
ذلك الإحاطة بسبعة
عشر علما؟! ويكفي أن أدرس حياة كل منهما وما فعلاه حتى أتبيّن الحقيقة.
قال : وما يهمّك أن تعرف ذلك : (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ
وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[١].
قلت : أتقرأ « ولا تسألون » بفتح التّاء
أم بضمّها؟
قال : تُسألون ، بالضمّ.
قلت : الحمد للّه ، لو كانت بالفتح
لامتنع البحث ، وما دامت بالضم فمعناها أنّ اللّه سبحانه سوف لن يحاسبنا عمّا
فعلوا ، وذلك كقوله تعالى : (كُلُّ نَفْس بِمَا
كَسَبَتْ رَهِينَةٌ )[٢] ،
و ( وَأَن لَّيْسَ لِلاِْنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى)[٣].
وقد حثّنا القرآن الكريم على استطلاع
أخبار الأمم السابقة ولنستخلص منها العبرة ، وقد حكى اللّه لنا عن فرعون وهامان
ونمرود وقارون وعن الأنبياء السابقين وشعوبهم ، لا للتسلية ولكن ليعرفنا الحق من
الباطل.
أمّا قولك : « وما يهمني من هذا البحث »؟
فأجيب عليه بقولي : يهمني :
أولاً : لكي أعرف ولىَّ اللّه فأواليه ،
وأعرف عدوَّ اللّه فأعاديه ، وهذا ما طلبه مني القرآن ، بل أوجبه علىَّ.
ثانيا : يهمّني أن أعرف كيف أعبد اللّه
وأتقرّب إليه بالفرائض التي افترضها وكما يريدها هو جلّ وعلا ، لا كما يريدها مالك
أو أبو حنيفة أو غيرهم من