responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن    الجزء : 1  صفحة : 70

ذلك الإحاطة بسبعة عشر علما؟! ويكفي أن أدرس حياة كل منهما وما فعلاه حتى أتبيّن الحقيقة.

قال : وما يهمّك أن تعرف ذلك : ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [١].

قلت : أتقرأ « ولا تسألون » بفتح التّاء أم بضمّها؟

قال : تُسألون ، بالضمّ.

قلت : الحمد للّه ، لو كانت بالفتح لامتنع البحث ، وما دامت بالضم فمعناها أنّ اللّه سبحانه سوف لن يحاسبنا عمّا فعلوا ، وذلك كقوله تعالى : ( كُلُّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) [٢] ، و ( وَأَن لَّيْسَ لِلاِْنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى ) [٣].

وقد حثّنا القرآن الكريم على استطلاع أخبار الأمم السابقة ولنستخلص منها العبرة ، وقد حكى اللّه لنا عن فرعون وهامان ونمرود وقارون وعن الأنبياء السابقين وشعوبهم ، لا للتسلية ولكن ليعرفنا الحق من الباطل.

أمّا قولك : « وما يهمني من هذا البحث »؟

فأجيب عليه بقولي : يهمني :

أولاً : لكي أعرف ولىَّ اللّه فأواليه ، وأعرف عدوَّ اللّه فأعاديه ، وهذا ما طلبه مني القرآن ، بل أوجبه علىَّ.

ثانيا : يهمّني أن أعرف كيف أعبد اللّه وأتقرّب إليه بالفرائض التي افترضها وكما يريدها هو جلّ وعلا ، لا كما يريدها مالك أو أبو حنيفة أو غيرهم من


[١] سورة البقرة ، الآية : ١٣٤.

[٢] سورة المدثر ، الآية : ٣٨.

[٣] سورة النجم ، الآية : ٣٩.

اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست