اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 69
أجر واحد ، حتى قال
بعضكم : « قُتل الحسين بسيف جدّه » [١]
لتبرير فعل يزيد. فلماذا لا أجتهد أنا في البحث؟ وهو ما يجرّني للشك في الصحابة
وتعرية البعض منهم ، وهذا لا يقاس بالنسبة للقتل الذي فعله معاوية وابنه يزيد في
العترة الطاهرة عليهمالسلام
، فإن أصبت فلي أجران وإن أخطأت فلي أجر واحد ، على أنّ انتقاصي لبعض الصحابة لا
أريد منه السبّ والشتم واللّعن ، وإنّما أريد الوصول إلى الحقيقة لمعرفة الفرقة
الناجية من بين الفرق الضّالة ، وهذا واجبي وواجب كل مسلم ، واللّه سبحانه يعلم
السرائر وما تخفي الصدور.
أجابني العالم قائلاً : يا بني لقد
أُغلق باب الاجتهاد من زمان.
فقلت : ومن أغلقه؟
قال : الأئمة الأربعة.
فقلت متحرّرا : الحمد للّه إذ لم يكن
اللّه هو الذي أغلقه ولا رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
ولا الخلفاء الراشدون الذين « أمرنا بالاقتداء بهم » فليس على حرج إذا اجتهدت كما
اجتهدوا.
فقال : لا يمكنك الإجتهاد إلاّ إذا عرفت
سبعة عشر علماً ، منها علم التفسير واللّغة والنحو والصرف والبلاغة والأحاديث
والتاريخ وغير ذلك.
وقاطعته قائلاً : أنا لن أجتهد لأبيّن
للناس أحكام القرآن والسنّة ، أو لأكون صاحب مذهب في الإسلام ، كلا ، ولكن لأعرف
مَنْ على الحق ومَنْ على الباطل ، ولمعرفة إن كان الإمام علىعليهالسلامعلى الحق ، أو معاوية مثلاً ، ولا
يتطلّب
المدينة .. فقتل
بالمدينة خلفاً من أولاد المهاجرين والأنصار ، واستباح المدينة ثلاثة أيام نهباً
وقتلا ، فسميت هذه الوقعة وقعة الحرة.
[١] راجع : فيض
القدير ، المناوي : ١/٢٦٥ و٥/٣١٣ ، العواصم من القواصم ، ابن العربي : ٢٣٢.
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 69