اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 66
غرابة في ترك أوامره
بعد وفاته ، وإذا كان أغلبهم يطعنُ في تأميره أسامة بن زيد لصغر سنّه ، رغم أنها
سريّة محدودة ولمدّة قصيرة فكيف يقبلون تأمير عليّ عليهالسلام
على صغر سنّه ولمدّة الحياة ، وللخلافة المطلقة؟ ولقد شهِدتَ أنتَ بنفسك بأن بعضهم
كان يبغض عليَّا عليهالسلام
ويحقد عليه!!
أجابني متحرّجا : لو كان الإمام على ـ
كرّم اللّه وجهه ورضي اللّه عنه ـ يعلَمُ أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم استخلفه ، ما كان ليسكتَ عن حقّه! وهو
الشجاع الذي لا يخشى أحدا ويهابه كل الصحابة.
قلتُ : سيدي هذا موضوع آخر لا أريد
الخوض فيه ، لأنك لم تقتنع بالأحاديث النبوية الصحيحة ، وتحاول تأويلها وصرفها عن
معناها حفاظا على كرامة السلف الصالح ، فكيف أُقنعك بسكوت الإمام على عليهالسلام أو باحتجاجه عليهم بحقّه في الخلافة؟
ابتسم الرّجل قائلاً : أنا واللّه من
الذين يفضّلون سيدنا عليّا ـ كرّم اللّه وجهه ـ على غيره ، ولو كان الأمر بيدي لما
قدّمتُ عليه أحدا من الصحابة ، لأنه باب مدينة العلم ، وهو أسد اللّه الغالب ،
ولكن مشيئة اللّه سبحانه ، هو الذي يقدّم من يشاء ويؤخّر من يشاء ، (لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)[١].
ابتسمتُ بدوري له ، وقلتُ : وهذا أيضا
موضوع آخر يجرّنا للحديث عن القضاء والقدر ، وقد سبق لنا أن تحدّثنا فيه وبقي كلٌ
منّا على رأيه ، وإنّي لأعجب يا سيدي لماذا كلّما تحدثتُ مع عالم من علماء أهل
السنّة وأفحمته بالحجّة سرعان ما يتهرّب من الموضوع إلى موضوع آخر لا علاقة له
بالبحث الذي نحن