اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 65
قلتُ : هذا لا يتطلّب إيقافهم جميعا
والصلاة بهم وبدأ الخطبة بقوله : ألستُ أولى بكم من أنفسكم ، لتوضيح معنى المولى ،
وإذا كان الأمر كما تقول فكان بإمكانه أن يقول لمن اشتكى منهم عليَّا : « إنّه
محبّكم وناصركم » ، وينتهي الأمر بدون أن يحبس في الشمس ، تلك الحشود الهائلة ،
وهي أكثر من مائة ألف فيهم الشيوخ والنساء ، فالعاقل لا يقنع بذلك أبدا!
فقال : وهل العاقل يصدّق بأنّ مائة ألف
صحابي لم يفهموا ما فهمتَ أنتَ والشيعة؟؟
قلتُ : أولاً لم يكن يسكن المدينة
المنوّرة إلاّ قليلٌ منهم.
وثانيا : إنهم فهموا بالضبط ما فهمتُه
أنا والشيعة ، ولذلك روى العلماء بأن أبا بكر وعمر كانا من المهنّئين لعلي بقولهم
: بخ بخ لك يابن أبي طالب أمسيت وأصبحت مولى كل مؤمن [١].
قال : فلماذا لم يبايعوه إذاً بعد وفاة
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ أتراهم
عصوا وخالفوا أمر النبيّ؟ أستغفر اللّه من هذا القول!
قلتُ : إذا كان العلماء من أهل السنّة
يشهدون في كتبهم بأنّ بعضهم ـ أعني من الصحابة ـ كانوا يخالفون أوامر النّبيصلىاللهعليهوآلهوسلمـ في حياته وبحضرته [٢]، فلا
[١] راجع : مسند
أحمد بن حنبل : ٤/٢٨١ ، المصنف ، ابن أبي شيبة : ٧/٥٠٣ ح ٥٥ ، تاريخ دمشق ، ابن
عساكر : ٤٢/٢٢١ ، البداية والنهاية ، ابن كثير : ٥/٢٢٩ ، ذخائر العقبى ، الطبري :
٦٧.
[٢] فقد اخرج
البخاري في صحيحه ، ومسلم أيضاً عدة مخالفات لهم ، كما في صلح الحديبية ، وكما في
مرض رسول الله 6
وهي رزية يوم الخميس كما يسميها ابن عبّاس وغير ذلك من المخالفات وخير من كتب في
هذا الموضوع هو الحجّة السيد شرف الدين العاملي 1 فراجع
كتابه القيم ( النص والاجتهاد ) فإنه استقصى الكثير من المواضع التي خولف فيها
الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 65