اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 67
بصدده.
قال : وأنا باق على رأيي لا أغيّره.
ودّعته وانصرفتُ. بقيتُ أفكّر مليَّا
لماذا لا أجدُ واحدا من علمائنا يكمل معي هذا المشوار ويوقف الباب على رجله ، كما
يقول المثل الشائع عندنا.
فالبعض يبدأ الحديث ، وعندما يجد نفسه
عاجزا عن إقامة الدّليل على أقواله يتملّص بقوله : ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ
لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ )[١]
والبعض يقول : ما لنا ولإثارة الفتن والأحقاد ، فالمهم أنّ السنّة والشيعة يؤمنون
بإله واحد ورسول واحد وهذا يكفي ، والبعض يقول بإيجاز : يا أخي اتّق اللّه في
الصحابة ، فهل يبقى مع هؤلاء مجال للبحث العلمي وإنارة السبيل ، والرجوع للحق الذي
ليس بعده إلاّ الضّلال؟ وأين هؤلاء من أسلوب القرآن الذي يدعو الناس لإقامة
الدّليل : ( قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)[٢] مع العلم بأنهم لو يتوقّفون عن طعنهم
وتهجمهم على الشيعة لما ألجأونا للجدال معهم حتّى بالتي هي أحسن [٣].