اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 402
نور الهداية ،
فالضرورة العقليّة تحتّم وجود إمام من قبل الله ليقود هذه الأمة ، وتؤيِّد هذه
الضرورة العقليّة النصوص الشرعيّة التي نجدها ظاهره في تنصيب الأئمة واصطفاء
القادة ، فما من مجتمع بشريٍّ مرَّ على تأريخ الإنسانية إلاّ وكان فيه قيادة
إلهيَّة تمثِّل حجّة الله على العباد ، فقد أرسل الله مائة وأربعة وعشرين ألف
نبيٍّ كما في بعض الروايات ، ولكل نبيٍّ وصيّ يحفظ خطَّ الرسالة من بعد النبيِّ.
وما لاقته الأمّة الإسلاميَّة من تمذهب
وفرقة ما كان إلاَّ لفقدان المرجعيَّة الواحدة ، المصطفاة من قبل الله ، وممّا ثبت
بالضرورة أنّ فترة وجود الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
كان المسلمون كياناً واحداً ؛ لوجود رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
بينهم ، وكذلك إذا فرضنا وجوده صلىاللهعليهوآلهوسلم
إلى اليوم لكانت الأمّة الإسلاميّة جسداً واحداً ، فيتّضح بذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يمثّل صمّام أمان لهذه الأمّة ،
فمجرَّد ما انفلت صمَّام الأمان انفلت الوضع من بعده ، فماذا كان يمثّل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟!
كان يمثّل المرجعيّة المعصومة والقيادة
الواحدة ، فيثبت من ذلك أنّ الطريق الوحيد لعصمة الأمّة هو وجود قيادة إلهيَّة
معصومة ، وهذا ما تتبنّاه الشّيعة ، ومن هنا كان من الضروريِّ أن ينصب الله ورسوله
صلىاللهعليهوآلهوسلم إماماً
لقيادة المسلمين ، والذي ينكر التنصيب ـ بمعنى أنّ الله لم يعيِّن إماماً ـ يكون
بذلك نسب سبب الضلالة إلى الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فهذا هو مفهوم الإمامة ، ولا أتصوَّر
أنّ أحداً من المسلمين ينكر الإمامة كضرورة ومفهوم ، ولكنّ الخلاف كل الخلاف في
مصاديق الإمامة الخارجيَّة ، فإنّ الشيعة تعتقد أنّ الإمامة جارية في ذرية رسول
اللهصلىاللهعليهوآلهوسلموأهل بيتهعليهمالسلام، ولم يكن هذا مجرّد افتراض جادت به
قريحة الشيعة ، وإنما هو نص قرآني وحديث
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 402