responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن    الجزء : 1  صفحة : 350

الشريف الذي يقول : عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتاباً ، ثمَّ قال : يأبى الله والمسلمون إلاَّ أبا بكر [١].

فهذا الحديث أفهم منه أن هناك عزيمة وتصميم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للتوصية بالخليفة أبي بكر من بعده ، والذي يدلّني أكثر أن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يريد أن يكتب كتاباً ، ويؤكِّد من خلال فعل الأمر الذي يبدأ به الحديث.

السيِّد البدري : ألم يكن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عازماً على أن يكتب كتاباً ومنعه الخليفة عمر بن الخطاب ، وقال : إن رسول الله غلبه الوجع ، وإنَّه هجر ، أي بمعنى يهذي ، والرسول المعصوم لا يمكن أن يهجر أو يهذي أيُّها الأستاذ ، وقول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قوموا عنّي ، لا ينبغي عند نبيٍّ تنازع [٢] ؛ لأنه لو أصرَّ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على كتابة الكتاب لقالوا : إنه هجر؟

ثمَّ إن هذا الحديث وضع مقابل الحديث المشهور ، عندما أراد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يكتب الكتاب ، حيث قال : أعطوني دواة وكتف أكتب لكم كتاباً لن تضلُّوا بعدي ـ ولمَّا واجهه القوم بتلك الكلمة القارصة والعبارة الجارحة ـ خاصّة وهو في آخر أيامه من الدنيا ـ رأى أن من الحكمة والمصلحة أن يعدل عن كتابته حفاظاً على الدين ، وقياماً بما أوجبه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من تقديمه الأهمَّ على


[١] قال ابن أبي الحديد في شرح النهج : إن البكريّة وضعت لأبي بكر أحاديث في مقابلة هذه الأحاديث نحو : ائتوني بدواة وبياض أكتب فيه لأبي بكر كتاباً لا يختلف عليه اثنان ، ثمَّ قال : يأبى الله تعالى والمسلمون إلاَّ أبا بكر ؛ فإنهم وضعوه في مقابلة الحديث المرويِّ عنه في مرضه : ائتوني بدواة وبياض أكتب لكم ما لا تضلُّون بعده ابداً ، فاختلفوا عنده ( شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١١/٤٩ ).

[٢] صحيح البخاري : ٤/٣١ ، المصنّف ، عبد الرزاق الصنعاني : ٦/٥٧ ح ٩٩٩٢ ، مسند أبي يعلى الموصلي : ٤/٢٩٨ ح ٢٤٠٩ ، الطبقات الكبرى ، ابن سعد : ٢/٢٤٢ ، فتح الباري ، ابن حجر : ٨/١٠١ ، البداية والنهاية ، ابن كثير : ٥/٢٤٧.

اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن    الجزء : 1  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست