اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 322
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ فهذا توجيه الآية الكريمة ومفادها ،
فما هو جوابكم؟ وما تقولون في أن الخلفاء : أبا بكر وعمر وعثمان من وجوه أصحاب
الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وزعماء من كان
معه ، وإذا كان كذلك فهم أحقُّ الناس بما دلَّت عليه الآية من وصف المؤمنين ،
والمدح لهم والثناء عليهم ، وذلك يمنع الحكم عليهم بالانحراف والخطأ.
السيِّد البدري : أقول : أولا ـ يا
أستاذ ـ إن الآية بعمومها الإطلاقي شاملة لطلحة والزبير ، وعبد الرحمن بن عوف ،
وأبي هريرة ، وأبي عبيدة عامر ابن الجرّاح ، وأبي الدرداء ، وسعد ، وسعيد ، وأبي
موسى الأشعري ، وأبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، ومعاوية ، ومالك
بن نويرة ، وأبي معيط ، ويزيد ، والوليد بن عقبة ، وعبد الله بن سلول ، وغيرهم من
الناس ؛ لأن هؤلاء كلهم كانوا مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، لا خصوص الخلفاء الثلاثة فقط الذين ذكرتهم يا أستاذ ؛ لأن الآية الكريمة جاءت
على صيغة الإطلاق العمومي لكل من كان مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ
وَالَّذِينَ مَعَهُ) لم تحدِّد أو تخصِّص الآية فقط الخلفاء
الثلاثة.
وذلك فإن كل ما أوجب دخول الخلفاء : أبو
بكر ، وعمر ، وعثمان في القرآن وثنائه ، فهو يقتضي بوجوب دخول كل من ذكرنا في
الآية ؛ لأن هؤلاء كلهم من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وكانوا جميعاً من الذين معه ، وكان لأكثرهم من الجهاد بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والنصرة للإسلام ما لم يكن شيء منه
للخلفاء : أبي بكر وعمر وعثمان ، فكيف يتسنَّى لأحد تخصيص الآية بالخلفاء وحدهم؟
وبماذا ياترى اختصَّ الخلفاء الثلاثة
بما خرج عنه أولئك ، والجميع بمستوى واحد ، وفي ميزان واحد؟ وهل تجد لذلك ـ يا أخي
ـ وجهاً إلاَّ
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 322