اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 294
أخشاهم ، وإذا كان
أخشاهم كان أعلمهم ، وإذا كان أعلمهم كان أدلَّ على العدل ، وإذا كان أدلَّ على
العدل كان أهدى الأمّة إلى الحقِّ ، وإذا كان أهدى كان أولى أن يكون متبوعاً ، وأن
يكون حاكماً ، لا تابعاً ولا محكوماً.
وأجمعت الأمّة بعد نبيِّها صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه خلَّف كتاب الله تعالى ذكره ،
وأمرهم بالرجوع إليه إذا نابهم أمر ، وإلى سنّة نبيِّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيتدبَّرونهما ، ويستنبطون منهما ما
يزول به الاشتباه ، فإذا قرأ قارئكم : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا
يَشَاء وَيَخْتَارُ)[١]
، فيقال له : أثبتها ، ثمَّ يقرأ : (إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)[٢] ، وفي قراءة ابن مسعود : إنَّ خيْرَكُم
عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ، ثمَّ يقرأ : (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ
لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيد
* هَذَا مَا
تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّاب حَفِيظ *
مَنْ خَشِيَ
الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ)[٣]
فدلَّت هذه الآية على أن المتقين هم الخاشون.
ثمَّ يقرأ فإذا بلغ قوله : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء)[٤] فيقال له : اقرأ حتى ننظر هل العلماء
أفضل من غيرهم أم لا؟ فإذا بلغ قوله تعالى : (هَلْ يَسْتَوِي
الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ)[٥] علم أن العلماء أفضل من غيرهم.
ثمَّ يقال: اقرأ ، فإذا بلغ إلى قوله:(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات)[٦]
قيل : قد دلَّت هذه الآية على أن الله قداختار العلماء ، وفضَّلهم