اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 293
وسألناهم ـ ثانياً ـ عن خيرته من
المتقين ، فقالوا : هم الخاشعون ، بدليل قوله تعالى : (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيد
* هَذَا مَا
تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّاب حَفِيظ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء
بِقَلْب مُّنِيب)[١]
، وقال تعالى : (وَذِكْراً
لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يَخْشَوْنَ
رَبَّهُم)[٢].
ثم سألناهم : من الخاشعون؟
فقالوا : هم العلماء ، لقوله تعالى : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء)[٣].
ثم سألناهم جميعاً : من أعلم الناس؟
قالوا : أعلمهم بالقول ، وأهداهم إلى الحق ، وأحقُّهم أن يكون متبوعاً ولا يكون
تابعاً ، بدليل قوله تعالى : (يَحْكُمُ بِهِ
ذَوَا عَدْل مِّنكُمْ)[٤].
فجعل الحكومة لأهل العدل.
فقبلنا ذلك منهم ، وسألناهم عن أعلم
الناس بالعدل من هو؟
قالوا : أدلُّهم عليه.
قلنا : فمن أدلُّ الناس عليه؟
قالوا : أهداهم إلى الحقِّ ، وأحقُّهم
أن يكون متبوعاً ولا يكون تابعاً ، بدليل قوله تعالى : (أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ
أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى)[٥] ، فدلَّ كتاب الله وسنَّة نبيِّه صلىاللهعليهوآلهوسلم والإجماع : أن أفضل الأمّة بعد نبيِّها
أميرالمؤمنين علي ابن أبي طالب عليهالسلام
، لأنه إذا كان أكثرهم جهاداً كان أتقاهم ، وإذا كان أتقاهم كان