اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 292
فقلنا : هل لله خيرة من المجاهدين؟
قالوا جميعاً : نعم ، السابقون من
المهاجرين إلى الجهاد ، بدليل قوله تعالى : (لاَ يَسْتَوِي
مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ)[١].
فقبلنا ذلك منهم لإجماعهم عليه ، وعلمنا
أن خيرة الله من خلقه المجاهدون السابقون إلى الجهاد.
ثم قلنا : هل لله منهم خيرة؟
قالوا : نعم.
قلنا : من هم؟
قالوا : أكثرهم عناء في الجهاد ، وطعناً
وحرباً وقتلا في سبيل الله ، بدليل قوله تعالى : (فَمَن يَعْمَلْ
مِثْقَالَ ذَرَّة خَيْراً يَرَهُ )[٢]( وَمَا
تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْر تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ)[٣].
فقبلنا منهم ذلك ، وعلمنا وعرفنا : أن
خيرة الخيرة أكثرهم في الجهاد عناء ، وأبذلهم لنفسه في طاعة الله ، وأقتلهم
لعدوِّه ، فسألناهم عن هذين الرجلين ـ علي ابن أبي طالب عليهالسلام وأبي بكر ـ أيُّهما كان أكثر عناء في
الحرب ، وأحسن بلاء في سبيل الله؟
فأجمع الفريقان على أميرالمؤمنين علي بن
أبي طالب عليهالسلام أنه كان
أكثر طعناً وحرباً ، وأشدَّ قتالا ، وأذبَّ عن دين الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فثبت بما ذكرنا من إجماع الفريقين ،
ودلالة الكتاب والسنة أن عليّاً عليهالسلام
أفضل.