أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم
دوننا ، كذباً علينا وبغياً ، أن رفعنا الله ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا
وأخرجهم ، بنا يستعطى الهدى ، ويستجلى العمى ، إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا
البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم [٢].
وقوله أيضاً في خطبة له خطبها بعد
البيعة له : لا يقاس بآل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم
من هذه الأمة أحد ، ولا يسوَّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً ، هم أساس الدين ،
وعماد اليقين ، إليهم يفيء الغالي ، وبهم يلحق التالي ، ولهم خصائص حقّ الولاية ،
وفيهم الوصيّة والوراثة ، الآن إذ رجع الحق إلى أهله ، ونقل إلى منتقله [٣].
فكلمات الإمام بعد البيعة تؤكِّد على
صدق ما ذهبنا إليه ، فكلَّما وصلت إلى مقطع يزداد ألمي.
هذه الكلمات القويّة لا تخرج من إنسان
عاديٍّ ، كلمات بحدِّ ذاتها معجزة ، يتدفَّق الإشعاع منها إلى أعماق قلبي ، عبارات
رصينة ، أدلّة قوية تسيطر على القارئ المتدبِّر.
[١] نهج البلاغة ، خطب الإمام علي عليهالسلام:
٣/٦١ ، خطبة رقم : ٣٦ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١٦/١٤٨.
[٢] نهج البلاغة ،
خطب الإمام علي عليهالسلام:
٢/٢٧ ، خطبة رقم : ١٤٤ ، مناقب آل أبي طالب ، ابن شهر آشوب ١/٢٤٥ ، شرح نهج
البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٩/٨٤ ، ينابيع المودة ، القندوزي الحنفي : ١/٢٠٧ ح ٧.
[٣] نهج البلاغة ،
خطب الإمام علي عليهالسلام:
١/٣٠ ، خطبة رقم : ٢ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١/١٣٨ ـ ١٣٩ ، ينابيع
المودة ، القندوزي الحنفي : ١/٨٣ ح ٢٣.
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 285