اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 174
وكذلك ثعلبة ذلك الصحابي الفقير المعدوم
الذي جاء للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وطلب منه أن يسأل الله له الغنى لأنه يحبّ أن يتصدّق ، ويكون من المحسنين ، وسأل
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ربّهُ
فاستجاب له ، وأغنى ثعلبة ، فأصبح من الأغنياء حتّى ضاقت بأنعامه أرجاء المدينة
فلم يعد يحضر الصّلاة ، ومنع إعطاء الزكاة. والقصة معروفة ومشهورة عند النّاس كافة [١].
كذلك كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يوماً يصف لأصحابه نعيم الجنّة ، وما
أعدّه الله سبحانه لسكّانها ، فقام عكاشة فقال : يا رسول الله أدعو الله أن يجعلني
منهم ، فقال رسول الله : اللهمّ اجعله منهم ، فقام آخر فقال : وأنا يا رسول الله ،
فقال : لقد سبقك بها عكاشة [٢].
ففي الرّوايات الثلاثة دليل قاطع على أنّ
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم جعل نفسه
واسطة بين الله والعباد.
الاحتجاج بالآيات
الشريفة على مشروعية التوسل
قاطعني الوهابيّ بقوله : أنا أستدل عليه
بالقرآن الكريم ، وهو يستدل عليَّ بالأحاديث الضعيفة التي لا تسمن ولا تغني من
جوع.
في نفس الصفحة وجاء
في آخره : قال عثمان : فو الله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل الرجل وكأنه
لم يكن به ضر قط ، ثم قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.
[١] أسباب النزول ،
الواحدي : ١٧٠ ـ ١٧٢ ، تفسير القرطبي : ٨/٢٠٩ ، الدر المنثور ، السيوطي : ٢٦٠ ـ
٢٦١ ، تفسير ابن كثير : ٢/٣٨٨ ، في تفسير قوله تعالى : (وَمِنْهُم
مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ
مِنَ الصَّالِحِينَ) سورة التوبة ، الآية : ٧٥ ، أسد الغاية
، ابن الأثير : ١/٢٣٧.
[٢] مسند أحمد بن
حنبل : ١/٤٢٠ ، صحيح البخاري : ٧/٤٠ ، صحيح مسلم : ١/١٣٦ ، المستدرك ، الحاكم :
٣/٢٢٨.
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 174