اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 175
قلت : القرآن الكريم يقول : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ
وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ)[١].
قال : الوسيلة هي العمل الصالح!
قلت : آيات العمل الصالح كثيرة ومحكمة
ففيها يقول سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)[٢] ولكن في هذه الآية قال : (وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ) وفي آية
أخرى قال : (أُولَئِكَ الَّذِينَ
يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ)[٣].
وهاتان الآيتان تفيدان البحث عن وسيلة
يتوسل بها إليه سبحانه ، وذلك مع التقوى والعمل الصالح ألم تر أن الله قال : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ)[٤] فقدّم الإيمان والتقوى على ابتغاء
الوسيلة؟
قال : أكثر العلماء يفسّرون الوسيلة
بالعمل الصالح.
قلت : دعنا من التفسير وأقوال العلماء ،
ما رأيك لو أثبت لك الوساطة من القرآن نفسه؟
قال : مستحيل إلاّ أن يكون قرآن لا
نعرفه!
قلت : أعرف ماذا تقصد ، سامحك الله ،
ولكنّي سوف أثبت ذلك من القرآن الذي نعرفه جميعاً ، ثم قرأتُ (قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا
إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ
لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[٥] فلماذا لم يقل سيدنا يعقوب نبي