اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 173
توسل الصحابة بالنبي
صلىاللهعليهوآلهوسلم
شكرناه على هذا الأسلوب وهذا اللطف ،
وواصلنا الحديث فقلت : أنا أوافقك على أنّ الله سبحانه هو وحده النّافع والضارّ
ولا أحد غيره ، ولا يخالفك أحدٌ من المسلمين في ذلك ، إنّما اختلافنا في التوسّل ،
فالذي يتوسّل برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
مثلا يعرف أنّ محمّداً لا ينفع ولا يضرّ ، ولكنّ دعاءه مستجاب عند الله ، فإذا سأل
محمّدٌ ربّه قائلا : اللهم ارحم هذا العبد ، أو اغفر لهذا العبد ، أو اغني هذا
العبد ، فإنّ الله سبحانه يستجيبُ له ، والرّوايات الصحيحة الواردة في هذا المعنى
كثيرة جداً ، منها : أنّ أحد الصحابة كان أعمى فجاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلموطلب منه أن يدعو الله له ليفتح بصره ،
فأمره الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
بأن يتوضّأ ويصلّي لله ركعتين ، ثم يقول : اللهم إني أتوسّل إليك بحبيبك محمّد
إلاّ ما فتحت بصري ففتح الله بصرهُ [١].
[١] روى الترمذي في
السنن : ٥/٢٢٩ ح ٣٦٤٩ بالإسناد عن عثمان بن حنيف : أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : ادع الله أن يعافيني ، قال : إن
شئت دعوت ، وإن شئت صبرت فهو خير لك ، قال : فادعه ، قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن
وضؤه ويدعوه بهذا الدعاء : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمّد نبي الرحمة ،
إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضي لي ، اللهم فشفعه في. قال : هذا حديث حسن
صحيح.
ورواه ابن ماجة في
السنن : ١/٤٤١ ح ١٣٨٥ وقال : قال أبو إسحاق : هذا حديث صحيح ، ومسند أحمد بن حنبل
: ٤/١٣٨ ، السنن الكبرى ، النسائي : ٦/١٦٩ ح ١٠٤٩٤ ـ ١٠٤٩٦ ، أسد الغابة ، ابن
الأثير : ٣/٣٧١ ، تأريخ دمشق ، ابن عساكر : ٦/٢٤ ، المستدرك ، الحاكم النيسابوري :
١/٣١٣ ، وقال : هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ورواه أيضاً في ص ٥١٩.
ورواه في ص ٥٢٦ وجاء
في الحديث بعد الدعاء : فدعا بهذا الدعاء فقام وقد أبصر ، ورواه أيضاً ثانية
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 173