اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 172
الحاجة إلى التوسل
بالأنبياء والأولياء
بعد أكل سريع ودردشة أثناء الأكل ، قد
لا يخلو منها مجلس بدأنا الحوار ، وكان موضوعه المطروح التوسّل والوساطة بين العبد
وربّه.
كنت من القائلين بالتوسّل إليه سبحانه
وتعالى بأنبيائه ورسله وأوليائه الصّالحين ، وأن الإنسان قد يحجب دعاءه كثرة
الذنوب والإنشغال بالدنيا فيستشفع إلى الله سبحانه بأوليائه وأحبابه.
قال : هذا شرك ، وأن الله لا يغفر أن
يشرك به ..
قلت : وما دليلك على أنه شركٌ بالله؟
قال : (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ
فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً)[١] ، هذه آية صريحة في تحريم الدعاء لغير
الله ، فمن دعا غير الله فقد جعل له شريكاً ينفع ويضرّ ، والنّافع والضّار هو الله
وحده.
إستحسن بعض الحاضرين كلامه وأراد تأييده
فاستوقفه صاحب البيت قائلا : مهلا ، مهلا ، لقد دعوتكم لا للجدال ولاللمباراة ،
وإنّما دعوتكم للإستماع لهذين العالمين ، فهذا التونسي عرفته من قديم ولكنّي فوجئت
بأنه شيعي يتبع أهل البيت ،عليهمالسلاموهذا
صديقنا السعودي ، وكلّكم تعرفونه وتعرفون عقيدته ، فما علينا إلاّ الاستماع إليهما
، وإلى مايدليان به من حجج إلى أن يفرغا من بحثهما ويستوفيا ماعندهما ، بعد ذلك
نفسح المجال للنقاش ليشارك فيه كل من أراد.