اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 120
منع الناس أن يدخلوا
بيت النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد وفاته ،
وقوله : بأنه لم يمت ، فهل عندك تفسير لذلك؟
قلت : طبعاً ، الأمر واضح وضوح الشمس ،
لأن عمر أدرك بدهائه أن الصحابة إذا ما دخلوا إلى البيت النبويِّ ، ورأوه ميِّتاً
وإلى جانبه الإمام علي عليهالسلام
فسيبايعونه على الفور ، وإذا ما بايع جمع من الصحابة عليّاً عليهالسلام فسيكون من المستحيل بعدها مبايعة خليفة
ثان.
قال مرافقي عند سماعه هذا التحليل : الله
أكبر! من يفكر بهذا التفكير؟ .. إلخ [١].
لماذا لم يدعُ
أميرالمؤمنين عليهالسلامالناس
إلى بيعته ولم يغتنم الفرصة؟
ولعلّه يقول قائل : إذا كان الخليفة
إنّما فعل ما فعل ليحول بين الناس وبين بيعة أميرالمؤمنين عليهالسلام فهذه الخطّة إذن لم تكن لتخفى على
أميرالمؤمنين عليهالسلام
، فلماذا لم يخرج إلى الناس ويخبرهم بحقيقة الأمر ، ويدعوهم للبيعة لنفسه؟
والجواب على ذلك نفهمه من خلال كلام
أميرالمؤمنينعليهالسلاممع عمِّه
العباس ابن عبد المطلب ، فقد روى الشيخ المفيد عليه الرحمة أن العباس قال لعلي عليهالسلام في اليوم الذي قبض فيه رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلمبما اتفق عليه أهل النقل: ابسط يدك ـ يا
بن أخ ـ أبايعك ، فيقول الناس : عمُّ رسول الله بايع ابن أخيه ، فلا يختلف عليك
بعد ما قام القوم ،
فقال : هو عمر ، فقلت : صدقت ، قد سمعت عليّاً عليهالسلام
وسلمان وأبا ذر والمقداد يقولون : إنه عمر ، فقال : يا سليم! اكتم إلاَّ ممن تثق
بهم من إخوانك ، فإن قلوب هذه الأمَّة .. إلخ.
كتاب سليم بن قيس ،
تحقيق محمّد باقر الأنصاري : ٣٢٤ ، بحار الأنوار ، المجلسي : ٢٢/٤٩٧ ـ ٤٩٨ ح ٤٤.
[١] فسيروا في الأرض
فانظروا ، الدكتور محمّد التيجاني : ٣١٣ ـ ٣١٥.
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 120