اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 119
اسمه السامري تسبَّب
في ضلالة بني إسرائيل إلاَّ القليل القليل ، وهي أمَّة بأسرها ، كل ذلك مع وجود
رسول الله موسى عليهالسلام
، وفيهم هارون عليهالسلام
، وغياب موسى عليهالسلام
، فما بالك بأمَّة توفِّي نبيُّها ، وأبعد وليُّها وصيُّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عنها حتى كادوا يقتلونه لو لا سكوته؟
فأنا أؤمن متيقِّناً أنه لو لا وقوف عمر
تلك الوقفة الجريئة على الله ورسوله ، ومنعه الناس أن يدخلوا بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وادّعائه أن محمّداً لم يمت ،
وتهديده بالقتل من يقول بذلك.
أقول : لولا الوقفتان لما اختلف الناس
ووقعوا في الضلالة.
قال مرافقي : فهمنا موقفه من رزيَّة يوم
الخميس [١]،
وأنه لو كتب ذلك الكتاب لما اختلف من الأمَّة اثنان كما قال ابن عباس[٢]، ولكن لم نفهم موقفه من
[١] والذي سمَّاها
رزيّة هو ابن عباس ، وذلك لمَّا منع عمر رسول الله 6
من كتابة الكتاب ، وقد رواها البخاري ، فقد روى أنَّ عبيد الله قال : وكان ابن
عباس يقول : إن الرزيّة كل الرزيّة ما حال بين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من
اختلافهم ولغطهم. صحيح البخاري : ٧/٩ و٨/١٦١ ، صحيح مسلم : ٥/٧٦ وقد تقدَّم المزيد
من تخريجات هذا الحديث في مناظرة السيِّد الرضوي مع الدكتور طه حسين.
[٢] روى أبان بن أبي
عياش ، عن سليم بن قيس قال : إنّي كنت عند عبد الله بن عباس في بيته ، وعنده رهط
من الشيعة ، قال : فذكروا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وموته ، فبكى ابن عباس ، وقال : قال رسول الله 6
يوم الاثنين ـ وهو اليوم الذي قبض فيه ـ وحوله أهل بيته وثلاثون رجلا من أصحابه :
ايتوني بكتف أكتب لكم فيه كتاباً لن تضلُّوا بعدي ، ولن تختلفوا بعدي ، فمنعهم (
فلان ) فقال : إن رسول الله يهجر ، فغضب رسول الله 6
وقال : إني أراكم تخالفوني وأنا حيٌّ ، فكيف بعد موتي؟ فترك الكتف.
قال سليم : ثمَّ
أقبل عليَّ ابن عباس فقال : يا سليم! لو لا ما قال ذلك الرجل لكتب لنا كتاباً لا
يضلُّ أحد ولا يختلف ، فقال رجل من القوم : ومن ذلك الرجل؟ فقال : ليس إلى ذلك
سبيل ، فخلوت بابن عباس
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 119