اسم الکتاب : تأسيس الأئمّة عليهم السلام لأصول منهج فهم النص القرآني المؤلف : الأعرجي، ستار جبر حمّود الجزء : 1 صفحة : 157
وكان من أهم ملامح المنهج التأويلي عند
الإمام علي عليهالسلام
والأَئمة من بعده ، أنّهم تصدوا لتنزيه الباري عن التجسيم ومكافحته ، ودفع شبه المشبّهة
وخرافاتهم في ذلك. يقول القاضي عبد الجبار (وأما أميرالمونين
فخطبه في بيان نفي التشبيه ، وإثبات العدل أكثر من أن تحصى)[١].
ويقول البغدادي : قال أمير المونين رضى الله عنه :
(إنّ اللّه تعالى
خلق العرش إظهارا لقدرته ، لا مكانا لذاته)
وقال أيضا : (قد كان ولا
مكان ، وهو الآن على ما كان)[٢] وهو عليهالسلام
القائل : (ما وحّده
من كيّفه ، ولا حقيقته أصاب من مَثَّله ، ولا إيّاه عنى من شبّهه ، ولا صمده من
أشار إليه وتوهّمه)[٣].
ولو ذكرنا جميع ما صدر عنهم عليهالسلام من الروايات في
توضيح أصول العقيدة وأُسسها لاحتجنا إلى مجلدات ضخمة ، وهو ما تصدّت له مجموعة من
المجاميع الكلامية والحديثية عند الإمامية على رأسها :
١ ـ أصول الكافي للكليني (ت ٣٢٩ هـ).
٢ ـ التوحيد للصدوق (ت / ٣٨١ هـ).
[١]فضل الاعتزال
وطبقات المعتزلة ١٦٣ طبع تونس ١٩٧٤.
[٣]نهج البلاغة
بشرح الشيخ محمد عبده ٢ : ١١٩ الخطبة رقم ١٨٦ ، وابن أبي الحديد المعتزلي / شرح
نهج البلاغة ١٣ : ٦٩ الخطبة (٢٣٢) ، والطبرسي / الاحتجاج ١ : ٢٩٩.
وقوله عليهالسلام : (ولا صمده من
أشار إليه وتوهّمه) ، يعني : أنّ من أثبت له سبحانه الجهة ، ومن توهّم في نفسه
بأنّ له عزّوجلّ صورة ، أو هيئة ، أو شكلاً؛ فإنّه لم ينزّهه عمّا يجب تنزيهه عنه.
اسم الکتاب : تأسيس الأئمّة عليهم السلام لأصول منهج فهم النص القرآني المؤلف : الأعرجي، ستار جبر حمّود الجزء : 1 صفحة : 157