responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 89

قال : (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ) [١].

حيث تعلّقت قلوبهم بالعقائد الفاسدة ، واشتغلت بسعر الجهل واحترقت بنار آلام الضلال والبعد عن ساحة الجلال ، وانكدرت نفوسهم بشؤونات الهوى ، فصارت مسلسلة مغلولة بتلك التعلّقات المبعّدة ، مسعورة بنار الفراق بحيث لا يمكنها بعد ذلك الوصول إلى السعادة الأبدية الّتي حقيقتها القرب إلى الحقّ تعالى.

بوارق

الأولى : لا تتوهّم أيّها الناظر في الكلمة الّتي أسلفناها أنّ مرادنا بها حصر الآلام في الآلام العقليّة الروحانيّة ، فإنّنا نحن أهل الشريعة المحمّديّة متّفقون على حشر الأجساد والجنّة والنار الجسمانيّتين على التفصيل المقرّر في الشريعة. كيف وجميع الأنبياء والأولياء لقد أخبروا بذلك ، بل صار ذلك عندهم ضروريّا ، ومنكره كافرا ؛ كما لا يخفى.

وعن جماعة نفي الجسميّة ، وقد أوّلوا كلمات النبيّين عليهم السلام بأنّهم قد قالوها لمصلحة العوامّ.

ولا يخفى فساد مذهبهم على أحد بعد اطّلاعه على أدلّتهم الّتي أقاموها على إحالة إعادة المعدوم ، والتفصيل مذكور في كتب الكلام والحكمة.

الثانية : ذكر جماعة أنّ الروح بعد مفارقته عن البدن العنصريّ المحلول لا بدّ له من بدن آخر ؛ إذ لا يبقى الروح بلا جسد فيكون له جسد مثاليّ يسمّى


[١]المجادلة : ١٩.

اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست