responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 286

متابعة خليفته في أرضه في أفعاله وأقواله.

نبّه في تلك الآية على أنّ إمهاله لهم بتأخير العذاب وتأجيل العقاب ليس من عجزه تعالى ، كيف وهو الّذي خلقهم وأوجدهم وصوّرهم وشدد أسرهم ، فبيده أمرهم بحيث لا يمكن لهم الفرار من قدرته ، والتباعد عن مملكته ؛ كما قال : (إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ) ... [١] إلى آخره ، فليس ذلك الإمهال للعجز وعدم القدرة على العذاب ، بل لإتمام الحجّة عليهم ، وحكم اخرى لا يطّلع عليها إلّا هو.

بوارق

الأولى : قال بعض العارفين : ذلك إشارة منه إلى أنّه هو المبدأ الأوّل لكلّ مخلوق.

والمراد أنّ أزمّة أمورهم وحركاتهم بيده ، وهو مبدؤها ومصدرها ، وهي مستندة إليه ، مشدودة في أسر علمه الّذي [هو] نظام لكلّ الموجودات كلّيّها وجزئيّها ، وإذا كانوا كذلك لم يكن عاجزا عن التبديل لو شاء.

وفي ذلك تنبيه على أنّ القدرة عن غيره تعالى متلاشية في جنب قدرته.

الثانية : قوله : (وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ) قيل : أي قوّينا وأحكمنا خلقهم.

وقيل : أي مفاصلهم.

وقيل : أي أوصالهم بعضها إلى بعض بالعروق والعصب.

وقيل : أي جعلناهم أقوياء.


[١]الرحمن : ٣٣.

اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 286
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست