responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 285

فأطعمناك ، أو عطشان فسقيناك ، ومتى رأيناك غريبا فآويناك ، أو عريان فكسوناك ، أو متى رأيناك مريضا أو محبوسا فأتينا إليك؟! فيجيب الملك ويقول لهم : الحقّ أقول لكم ، إنّ الّذي فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتم.

حينئذ يقول للّذين عن يساره : اذهبوا عنّي يا ملاعين إلى النار المؤبّدة المعدّة لإبليس وجنوده ، جعت فلم تطعموني ، وعطشت فلم تسقوني ، وغريبا كنت فلم تؤووني ، وعريان فلم تكسوني ، ومريضا ومحبوسا فلم تزوروني.

حينئذ يجيبون ويقولون : يا ربّ ، متى رأيناك جائعا أو عطشان أو غريبا أو عريان أو مريضا أو محبوسا فلم نخدمك.

حينئذ يجيب ويقول لهم : الحقّ أقول لكم ، إذا لم تفعلوا بأحد هؤلاء الصغار فلا بي فعلتم ، فيذهب هؤلاء إلى العذاب الدائم ، والصدّيقون إلى الحياة الأبديّة.

قال الله تعالى : (نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً) [١].

أقول : لمّا أشار تعالى إلى أنّ هؤلاء لقد حجبوا عن فيوضات القدس ، وتياسروا عن مقامات الأنس بمعصية الله ورسوله وأولي الأمر من آله فاختاروا الحياة الدنيا الفانية ، على الحياة الآخرة الباقية ، وآثروا اللذّة العاجلة على اللذّة الآجلة ، فاجترأوا على الله بمخالفته في أوامره ونواهيه ، وبترك


[١]الإنسان : ٢٨.

اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 285
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست