responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 101

إلى آخره ، وهي الّتي يشرب منها المقرّبون الصافون الّذين هم خلصاء الله وأحبّاؤه.

فالأبرار هم الشاكرون لنعمة الوجود ، والذاكرون لمراتب التوحيد في عالم الشهود.

والكأس هي كأس العشق والتجريد.

والكافور هو صرف ظهور الحقّ وتجلّيه للعبد في ذلك المقام ، أي مقام التذاذه وشربه من كأس العشق الّتي هي لذّة للشاربين ، حيث لا غول فيها ولا تأثيم ؛ كما أشار إليها في القرآن العظيم.

والمراد بـ «عباد الله» هم الّذين أخلصوا العبوديّة للحقّ معرضين عن كلّ ما في الإمكان ، غامضين عمّا سوى الحقّ بملاحظة أنّ كلّ شيء ما خلا وجهه الكريم باطل مضمحلّ عند التحقيق ؛ كما قال :

ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل

وكلّ نعيم لا محالة زائل

وذلك المقام ، أي العبوديّة الخالصة عن جميع الشؤونات الغيريّة أعلى المقامات المقرّرة لجوهر النفس الإنسانيّة ، كيف وهي جوهرة كنهها الربوبيّة ؛ كما أشار إليه الصادق عليه السلام.

وهذا هو السرّ في تقديم «عبده» في التشهّد على «ورسوله» لأنّ الرسالة فرع العبوديّة كما لا يخفى.

وهؤلاء العباد هم العباد الصالحون الّذين أشار إليهم بقوله : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر بله ما اطّلعتم عليه ... إلى آخره.

اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست