لاَ يُلاَمُ عَلَيْهِ؟فَقَالَ:«هُوَ أَمْرَانِ،أَفْضَلُهُمْ فِيهِ أَحْرَصُهُمْ [1]عَلَى الرَّغْبَةِ وَ الْأَثَرَةِ عَلَى نَفْسِهِ،فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ:
وَ يُؤْثِرُونَ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كٰانَ بِهِمْ خَصٰاصَةٌ ،وَ الْأَمْرُ الْآخَرُ لاَ يُلاَمُ عَلَى الْكَفَافِ،وَ الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى،وَ ابْدأْ بِمَنْ تَعُولُ».
99-/10623 _2- قَالَ:وَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ صَالِحٍ،عَنْ بُنْدَارَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيِّ،عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ السَّائِيِّ،عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ: قُلْتُ لَهُ:أَوْصِنِي؟فَقَالَ:«آمُرُكَ بِتَقْوَى اللَّهِ».ثُمَّ سَكَتَ،فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ قِلَّةَ ذَاتِ يَدِي، وَ قُلْتُ:وَ اللَّهِ لَقَدْ عَرِيتُ حَتَّى بَلَغَ مِنْ عُرْيِي أَنَّ أَبَا فُلاَنٍ نَزَعَ ثَوْبَيْنِ كَانَا عَلَيْهِ وَ كَسَانِيهِمَا،فَقَالَ:«صُمْ وَ تَصَدَّقْ».
فَقُلْتُ:أَتَصَدَّقُ بِمَا وَصَلَنِي بِهِ إِخْوَانِي [2]؟قَالَ:«تَصَدَّقْ بِمَا رَزَقَكَ اللَّهُ وَ لَوْ آثَرْتَ عَلَى نَفْسِكَ».
99-/10624 _3- وَ عَنْهُ:عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا،عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ،عَمَّنْ حَدَّثَهُ،عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ،قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)يَقُولُ: «خِيَارُكُمْ سُمَحَاؤُكُمْ،وَ شِرَارُكُمْ بُخَلاَؤُكُمْ،وَ مِنْ خَالِصِ الْإِيمَانِ الْبِرُّ بِالْإِخْوَانِ وَ السَّعْيُ فِي حَوَائِجِهِمْ،وَ إِنَّ الْبَارَّ بِالْإِخْوَانِ لَيُحِبُّهُ الرَّحْمَنُ،وَ فِي ذَلِكَ مَرْغَمَةٌ لِلشَّيْطَانِ وَ تَزَحْزُحٌ عَنِ النِّيرَانِ وَ دُخُولُ الْجِنَانِ، يَا جَمِيلُ،أَخْبِرْ بِهَذَا غُرَرَ أَصْحَابِكَ»قُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاكَ مَنْ غُرَرُ أَصْحَابِي؟قَالَ:«هُمُ الْبَارُّونَ بِالْإِخْوَانِ فِي الْعُسْرِ وَ الْيُسْرِ».
ثُمَّ قَالَ:«يَا جَمِيلُ،أَمَا إِنَّ صَاحِبَ الْكَثِيرِ يَهُونُ عَلَيْهِ ذَلِكَ،وَ قَدْ مَدَحَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي ذَلِكَ صَاحِبَ الْقَلِيلِ، فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: وَ يُؤْثِرُونَ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كٰانَ بِهِمْ خَصٰاصَةٌ وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ».
وَ رَوَى الشَّيْخُ فِي(أَمَالِيهِ)،قَالَ:«أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ،قَالَ:أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ(رَحِمَهُ اللَّهُ)،قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ الْإِسْكَافِيُّ،قَالَ:حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاَءِ،قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْآدَمِيُّ،قَالَ:حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَعْرُوفُ بِزُحَلَ،عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ،عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ:«خِيَارُكُمْ سُمَحَاؤُكُمْ،وَ شِرَارُكُمْ بُخَلاَؤُكُمْ»،وَ ذَكَرَ الْحَدِيثَ بِعَيْنِهِ [3].
وَ رَوَاهُ الْمُفِيدُ فِي(أَمَالِيهِ)،قَالَ:أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ(رَحِمَهُ اللَّهُ)،وَ سَاقَ الْحَدِيثَ بِالسَّنَدِ وَ الْمَتْنِ سَوَاءً [4].
99-/10625 _4- وَ عَنْهُ:عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا،عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ،عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ،عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ سَمَاعَةَ،عَنْ أَبِي بَصِيرٍ،عَنْ أَحَدِهِمَا(عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ)،قَالَ: قُلْتُ لَهُ:أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟قَالَ:«جُهْدُ الْمُقِلِّ،أَمَا
[1] في المصدر:أفضلكم فيه أحرصكم.
[2] زاد في المصدر:و إن كان قليلا.
[3] الأمالي 1:65.
[4] الأمالي:9/291.