عَلِمَ،وَ لَوْ كَانَتْ عَزِيمَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)مَا انْصَرَفَ [1]عَلِيٌّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)حَتَّى يَقْتُلَهُ،وَ لَكِنْ إِنَّمَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)لِتَرْجِعَ عَنْ ذَنْبِهَا،فَمَا رَجَعَتْ،وَ لاَ اشْتَدَّ عَلَيْهَا قَتْلُ رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِكَذِبِهَا».
و الروايات تقدمت في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ جٰاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ [2].
99-/9951 _4- وَ قَالَ شَرَفُ الدِّينِ النَّجَفِيُّ: ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي(تَفْسِيرِهِ)مَا صُورَةُ لَفْظِهِ:قَالَ:سَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ،فَقَالَ:«إِنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):إِنَّ مَارِيَةَ يَأْتِيهَا ابْنُ عَمٍّ لَهَا،وَ لَطَّخَتْهَا بِالْفَاحِشَةِ،فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)وَ قَالَ لَهَا:إِنْ كُنْتِ صَادِقَةً فَأَعْلِمِينِي إِذَا دَخَلَ إِلَيْهَا،فَرَصَدَتْهَا،فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا ابْنُ عَمِّهَا أَخْبَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،فَقَالَتْ:هُوَ الْآنَ عِنْدَهَا.فَعِنْدَ ذَلِكَ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)عَلِيّاً(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، فَقَالَ:يَا عَلِيُّ،خُذْ هَذَا السَّيْفَ،فَإِنْ وَجَدْتَهُ عِنْدَهَا فَاضْرِبْ عُنُقَهُ-قَالَ-فَأَخَذَ عَلِيٌّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)السَّيْفَ،وَ قَالَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،إِذَا بَعَثْتَنِي بِالْأَمْرِ أَكُونُ كَالسَّفُّودِ الْمَحْمِيِّ بِالْوَبَرِ،أَوْ أَثَبَّتُ؟فَقَالَ:تَثَبَّتْ قَالَ:فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)وَ مَعَهُ السَّيْفُ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْبَابِ وَجَدَهُ مُغْلَقاً،فَأَلْزَمَ عَيْنَيْهِ نَقْبَ الْبَابِ،فَلَمَّا رَأَى الْقِبْطِيُّ عَيْنَ عَلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)فِي الْبَابِ،فَزِعَ وَ خَرَجَ مِنَ الْبَابِ الْآخَرِ،فَصَعِدَ نَخْلَةً،وَ تَسَوَّرَ عَلِيٌّ الْحَائِطَ،فَلَمَّا رَأَى الْقِبْطِيُّ عَلِيّاً وَ مَعَهُ السَّيْفُ،حَسَرَ عَنْ عَوْرَتِهِ، فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ،فَصَدَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)بِوَجْهِهِ عَنْهُ،ثُمَّ رَجَعَ فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)بِمَا رَأَى فَتَهَلَّلَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،وَ قَالَ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُعَاقِبْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ مِنْ سُوءِ مَا يَلْحَظُونَنَا بِهِ.فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ:
يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهٰالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلىٰ مٰا فَعَلْتُمْ نٰادِمِينَ ».
فَقَالَ زُرَارَةُ:إِنَّ الْعَامَّةَ يَقُولُونَ:نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ حِينَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،فَأَخْبَرَهُ عَنْ بَنِي خُزَيْمَةَ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ؟فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«يَا زُرَارَةُ،أَ وَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْقُرْآنِ آيَةٌ إِلاَّ وَ لَهَا ظَهْرٌ وَ بَطْنٌ؟فَهَذَا الَّذِي فِي أَيْدِي النَّاسِ ظَهْرُهَا،وَ الَّذِي حَدَّثْتُكَ بِهِ بَطْنُهَا».
99-/9952 _5- الطَّبْرِسِيُّ فِي(الْإِحْتِجَاجِ)فِي حَدِيثٍ ذَكَرَ فِيهِ مَا جَرَى بَيْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ(عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ) وَ بَيْنَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ بِمَحْضَرِهِ،فَقَالَ الْحَسَنُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«وَ أَمَّا أَنْتَ يَا وَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ،فَوَ اللَّهِ مَا أَلُومُكَ أَنْ تُبْغِضَ عَلِيّاً،وَ قَدْ جَلَدَكَ فِي الْخَمْرِ ثَمَانِينَ،وَ قَتَلَ أَبَاكَ صَبْراً بِيَدِهِ يَوْمَ بَدْرٍ،أَمْ كَيْفَ تَسُبَّهُ وَ قَدْ سَمَّاهُ اللَّهُ مُؤْمِناً فِي عَشْرِ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ وَ سَمَّاكَ فَاسِقاً!وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: أَ فَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً لاٰ يَسْتَوُونَ [3]، وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهٰالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلىٰ مٰا فَعَلْتُمْ نٰادِمِينَ ،وَ مَا أَنْتَ وَ ذِكْرُ قُرَيْشٍ،وَ إِنَّمَا أَنْتَ ابْنُ عِلْجٍ،مِنْ أَهْلِ صَفُورِيَّةَ،يُقَالُ لَهُ ذَكْوَانُ».
[1] في المصدر:القتل ما رجع.
[2] تقدّمت في تفسير الآية(11)من سورة النور.
[3] السجدة 32:18.