قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمٰاهُمْ [1]فَيَأْخُذُونَ بِأَيْدِيهِمْ فَيَجُوزُونَ بِهِمُ الصِّرَاطَ وَ يُدْخِلُونَهُمُ الْجَنَّةَ».
99-/3904 _11- وَ عَنْهُ:عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيِّ،قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَدَائِنِيُّ،عَنْ أَبِي مَرْيَمَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو،عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ،عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ)،قَالَ:سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ حُفْرَتَهُ أَتَاهُ مَلَكَانِ،اسْمُهُمَا مُنْكَرٌ وَ نَكِيرٌ،فَأَوَّلُ مَا يَسْأَلاَنِهِ عَنْ رَبِّهِ،ثُمَّ عَنْ نَبِيِّهِ،ثُمَّ عَنْ وَلِيِّهِ،فَإِنْ أَجَابَ نَجَا،وَ إِنْ تَحَيَّرَ عَذَّبَاهُ».
فَقَالَ رَجُلٌ:فَمَا حَالُ مَنْ عَرَفَ رَبَّهُ وَ نَبِيَّهُ وَ لَمْ يَعْرِفْ وَلِيَّهُ؟قَالَ:« مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذٰلِكَ لاٰ إِلىٰ هٰؤُلاٰءِ وَ لاٰ إِلىٰ هٰؤُلاٰءِ وَ مَنْ يُضْلِلِ اللّٰهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً [2]فَذَلِكَ لاَ سَبِيلَ لَهُ.
وَ قَدْ قِيلَ لِلنَّبِيِّ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):مَنْ وَلِيُّ اللَّهِ؟فَقَالَ:وَلِيُّكُمْ فِي هَذَا الزَّمَانِ عَلِيٌّ وَ مِنْ بَعْدِهِ وَصِيُّهُ،وَ لِكُلِّ زَمَانٍ عَالِمٌ يَحْتَجُّ اللَّهُ بِهِ لِئَلاَّ يَكُونَ كَمَا قَالَ الضُّلاَّلُ قَبْلَهُمْ حِينَ فَارَقَتْهُمْ أَنْبِيَاؤُهُمْ: رَبَّنٰا لَوْ لاٰ أَرْسَلْتَ إِلَيْنٰا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيٰاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزىٰ [3].بِمَا كَانَ مِنْ ضَلاَلَتِهِمْ وَ هِيَ جَهَالَتُهُمْ بِالْآيَاتِ،وَ هُمُ الْأَوْصِيَاءُ،فَأَجَابَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحٰابُ الصِّرٰاطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدىٰ [4]وَ إِنَّمَا كَانَ تَرَبُّصُهُمْ أَنْ قَالُوا:نَحْنُ فِي سَعَةٍ مِنْ مَعْرِفَةِ الْأَوْصِيَاءِ حَتَّى نَعْرِفَ إِمَاماً.فَيُعَرِّفُهُمُ [5] اللَّهُ بِذَلِكَ.
فَالْأَوْصِيَاءُ هُمْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ،وُقُوفاً عَلَيْهِ،لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ عَرَفَهُمْ[وَ عَرَفُوهُ،وَ لاَ يَدْخُلُ النَّارَ إِلاَّ مَنْ أَنْكَرَهُمْ وَ أَنْكَرُوهُ،لِأَنَّهُمْ عُرَفَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ،عَرَّفَهُمْ عَلَيْهِمْ] [6]عِنْدَ أَخْذِهِ الْمَوَاثِيقَ عَلَيْهِمْ،وَ وَصَفَهُمْ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ عَلَى الْأَعْرٰافِ رِجٰالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمٰاهُمْ وَ هُمُ الشُّهَدَاءُ عَلَى أَوْلِيَائِهِمْ، وَ النَّبِيُّ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)الشَّهِيدُ عَلَيْهِمْ،أَخَذَ لَهُمْ مَوَاثِيقَ الْعِبَادِ بِالطَّاعَةِ،وَ أَخَذَ النَّبِيُّ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ بِالطَّاعَةِ،فَجَرَتْ نُبُوَّتُهُ عَلَيْهِمْ،وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: فَكَيْفَ إِذٰا جِئْنٰا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنٰا بِكَ عَلىٰ هٰؤُلاٰءِ شَهِيداً* يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ عَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوّٰى بِهِمُ الْأَرْضُ وَ لاٰ يَكْتُمُونَ اللّٰهَ حَدِيثاً [7]».
99-/3905 _12- وَ عَنْهُ:أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ،عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ،عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنَانٍ،عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ،عَمَّنْ حَدَّثَهُ،عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ،عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ،قَالَ:قَالَ: أُقْسِمُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)يَقُولُ لِعَلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«يَا عَلِيُّ،إِنَّكَ وَ الْأَوْصِيَاءَ مِنْ بَعْدِي-أَوْ قَالَ:مِنْ بَعْدِكَ-أَعْرَافٌ،لاَ يُعْرَفُ اللَّهُ
[1] زاد في«ط»:أي بأسمائهم.
[2] النّساء 4:143.
[3] طه 20:134.
[4] طه 20:135.
[5] في المصدر:فعيّرهم.
[6] أثبتناه من المصدر،و في«س»بياض.
[7] النّساء 4:41-42.