responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 279

الفرزدق الدّيباج و الخزّ و قعد في قبّة. و شاور جرير دهاة بني يربوع فقالوا له: ما لباس آبائنا إلّا الحديد؛ فلبس جرير درعا و تقلّد سيفا و أخذ رمحا و ركب فرسا لعبّاد بن الحصين يقال له المنحاز [1] و أقبل في أربعين فارسا من بني يربوع، و جاء الفرزدق في هيئته؛ فقال جرير:

لبست سلاحي و الفرزدق لعبة

عليه وشاحا كرّج [2] و جلاجله [3]

/ أعدّوا مع الحلي [4] الملاب [5] فإنما

جرير لكم بعل و أنتم حلائله‌

ثم رجعا، فوقف جرير في مقبرة بني حصن و وقف الفرزدق في المربد. قال: فأخبرني أبي عن محمد بن زياد قال:

كنت أختلف إلى جرير و الفرزدق، و كان جرير يومئذ كأنه أصغرهما في عيني.

هجا الفرزدق حين نوى أن ينال جائزة المهاجر فثناه عن ذلك‌

: أخبرني أبو خليفة قال حدّثنا محمد بن سلّام قال حدّثنا أبو اليقظان عن جويرية بن أسماء قال:

قدم الفرزدق اليمامة و عليها المهاجر بن عبد اللّه الكلابيّ فقال: لو دخلت على هذا فأصبت منه شيئا و لم يعلم بي جرير! فلم تستقرّ به الدار حتى قال جرير:

رأيتك إذ لم يغنك اللّه بالغنى‌

رجعت إلى قيس و خدّك ضارع‌

و ما ذاك إن أعطى الفرزدق باسته‌

بأوّل ثغر ضيّعته مجاشع‌

فلما بلغ ذلك الفرزدق قال: لا جرم و اللّه لا أدخل عليه و لا أرزؤه شيئا و لا أقيم باليمامة، ثم رحل.

انتصار الفرزدق له على التيمي ثم صلحه مع التيمي‌

: أخبرنا أبو خليفة قال حدّثنا محمد بن سلّام قال قال أبو البيداء:

لقي الفرزدق عمر بن عطيّة أخا جرير، و هو حينئذ يهاجي ابن لجأ، فقال له: ويلك! قل لأخيك: ثكلتك أمّك! ائت التّيميّ من عل كما أصنع أنا بك. و كان الفرزدق قد أنف لجرير و حمي من أن يتعلّق به التيميّ. قال ابن سلّام. فأنشدني له خلف الأحمر يقوله للتّيميّ:

و ما أنت إن قرما تميم تساميا

أخا التّيم إلا كالوشيظة [6] في العظم‌

/ فلو كنت مولى العزّ أو في ظلاله‌

ظلمت و لكن لا يدي لك بالظلم‌

فقال له التّيميّ:

كذبت أنا القرم الذي دقّ مالكا

و أفناء يربوع و ما أنت بالقرم‌

قال ابن سلّام فحدّثني أبو الغرّاف: أن رجال تميم مشت بين جرير و التّيميّ و قالوا: و اللّه ما شعراؤنا إلا بلاء علينا


[1] كذا في «شرح القاموس» (مادة نحز). و في ب، س: «المنجاز». و في سائر الأصول: «المنحار»، و هما تصحيف.

[2] الكرج: شي‌ء يتخذ بهيئة المهر يلعب عليه.

[3] كذا في اللسان (مادة كرج) و النقائض (ص 650) و في الأصول: «و خلاخله».

[4] كذا في أكثر الأصول و «النقائض». و في ب، س: «الخز».

[5] كذا في ج و النقائض. و الملاب. ضرب من الطيب. و في ب، س: «الملاء». و في سائر الأصول: «الملاة» و هما تحريف.

[6] الوشيظة: قطعة عظم تكون زيادة في العظم الصميم.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 279
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست