responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 280

ينشرون مساوينا و يهجون أحياءنا و موتانا؛ فلم يزالوا بهما حتى/ أصلحوا بينهما بالعهود و المواثيق المغلّظة ألّا يعودا في هجاء. فكفّ التّيميّ، و كان جرير لا يزال يسلّ [1] الواحدة بعد الواحدة فيه؛ فيقول التّيميّ: و اللّه ما نقضت هذه و لا سمعتها؛ فيقول جرير: هذه كانت قبل الصلح.

قال ابن سلّام فحدّثني عثمان بن عثمان عن عبد الرحمن بن حرملة قال: لمّا ورد علينا هجاء جرير و التّيميّ، قال [لي‌] [2] سعيد بن المسيّب تروّ [3] شيئا مما قالا؛ فأتيته و قد استقبل القبلة يريد أن يكبّر، فقال لي: أرويت؟ قلت نعم. فأقبل عليّ بوجهه فأنشدته للتّيميّ و هو يقول: هيه هيه! ثم أنشدته لجرير، فقال: أكله أكله!.

لم يؤثر هجاؤه في التيم للؤمهم‌

: قال ابن سلّام و حدّثني الرازيّ عن حجناء بن جرير قال: قلت لأبي: يا أبت، ما هجوت قوما قطّ إلا فضحتهم إلّا التّيم. فقال: يا بنيّ، لم أجد بناء أهدمه و لا شرفا أضعه و كانت تيم رعاء غنم يغدون في غنمهم ثم يروحون، و قد جاء كلّ رجل منهم بأبيات فينتحلها ابن لجأ. فقيل لجرير: ما صنعت في التّيم شيئا؛ فقال: إنهم شعراء لئام.

هو أشعر عند العامة و الفرزدق عند الخاصة

: أخبرنا أحمد بن عبيد اللّه بن عمّار قال حدّثنا عمر بن محمد بن عبد الملك الزيّات قال حدّثني ابن النطّاح قال حدّثني أبو اليقظان قال:

قال جرير لرجل من بني طهيّة: أيّما أشعر أنا أم الفرزدق؟ فقال له: أنت عند العامة و الفرزدق عند العلماء.

فصاح جرير: أنا أبو حرزة! غلبته و ربّ الكعبة! و اللّه ما في كل مائة رجل عالم واحد.

هو و عديّ بن الرقاع في حضرة الوليد بن عبد الملك‌

: حدّثنا أحمد بن عمّار قال حدّثني عمر بن محمد بن عبد الملك قال حدّثني ابن النطّاح قال؛ و حدّثني أبو الأخضر لمخارق بن الأخضر القيسيّ قال [4]: إنّي كنت و اللّه الذي لا إله إلا هو أخصّ الناس بجرير، و كان ينزل إذا قدم على الوليد بن عبد الملك عند سعيد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد، و كان عديّ بن الرقاع خاصّا بالوليد مدّاحا له؛ فكان جرير يجي‌ء إلى باب الوليد فلا يجالس أحدا من النّزاريّة و لا يجلس إلا إلى رجل من اليمن بحيث يقرب من مجلس بن الرّقاع إلى أن يأذن الوليد للناس فيدخل. فقلت له: يا أبا حزرة، اختصصت عدوّك بمجلسك! فقال: إني و اللّه ما أجلس إليه إلا لأنشده أشعارا تخزيه و تخزي قومه. قال: و لم يكن ينشده شيئا من شعره، و إنما كان ينشده شعر غيره ليذلّه و يخوّفه نفسه. فأذن الوليد للناس ذات عشيّة فدخلوا و دخلنا، فأخذ الناس مجالسهم، و تخلّف جرير فلم يدخل حتى دخل الناس و أخذوا مجالسهم و اطمأنّوا فيها. فبينما هم كذلك إذا بجرير قد مثل بين السّماطين يقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه، إن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ابن الرّقاع المتفرّقة أؤلّف‌


[1] في الأصول «يسأل». و التصويب عن «طبقات ابن سلام» (ص 62 نسخة خطية محفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم 37 أدب ش) و يريد بذلك أنه يرسل القصيدة تلو القصيدة خفية.

[2] التكملة عن ابن سلام.

[3] في الأصول: «تروي» و التصحيح عن ابن سلام؛ يقال: تروي الحديث إذا نقله.

[4] في ب، س: «قال قال».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 280
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست