responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 77

بمالك بن أبي السّمح»- و إنه كان يأخذ غناء الناس فيزيد فيه و ينقص منه و ينسبه الناس إليه، و كان إسحاق ينكر ذلك غاية الإنكار، و يقول: غناء مالك كلّه مذهب واحد لا تباين فيه، و لو كان كما يقول الناس لاختلاف غناؤه، و إنما كان إذا غنّى ألحان معبد الطّوال خفّفها و حذف بعض نغمها، و قال: أطاله معبد و مطّطه، و حذفته أنا و حسّنته، فأمّا ألّا يكون صنع شيئا فلا.

/ أخبرني الحسين بن يحيى قال نسخت من كتاب حمّاد: قرأت [1] على أبي و ذكر بكّار بن النبال [2]:

أن الوليد قال لمالك: هل تصنع الغناء؟ قال: لا، و لكنّي أزيد فيه و أنقص منه؛ فقال له: فأنت المحلّي إذا.

قال إسحاق و ذكر الحسن بن عتبة اللّهبي عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللّه الهاشميّ الحارثيّ [3] الذي يقال له سنابل- و فيه يقول الشاعر:

فإن هي ضنّت عنك أو حيل دونها

فدعها و قل في ابن الكرام سنابل‌

- قال: خرجت من مكة أريد أبا العبّاس أمير المؤمنين، فمررت على المدينة فحملت معي مالك بن أبي السّمح، فسألته يوما عن بعض ما ينسب إليه من الغناء؛ فقال: يا أبا الفضل، عليه و عليه إن كان غنّى صوتا قطّ، و لكني آخذه و أحسّنه و أهيئه و أطيّبه، فأصيب و يخطئون فينسب إليّ. قال إسحاق: و ليس الأمر هكذا، لمالك صنعة كثيرة حسنة، و صنعته تجري في أسلوب واحد، و يشبه بعضها بعضا، و لو كان كما قيل لاختلف غناؤه. و قد قيل: إنّ مالكا كان ينتفي من الصنعة لأن أكثر الأشراف هناك كانوا ينكرون عليه، فكان يتبدّل به عند من يراه، و ينكره عند من يذمّه، لمحلّه في بني هاشم.

/ و أخبرني بخبر سنابل هذا محمد بن مزيد قال حدّثنا الزّبير بن بكّار قال حدّثني حمزة بن عتبة اللّهبي عن سنابل، فذكر الخبر و خالف ما رواه إسحاق أنّ الحسن بن عتبة حدّثه و حكاه عن حمزة بن عتبة أخيه.

أخذ صوتا من حمار:

أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه عن هشام بن الكلبيّ عن أبيه عن محمد/ بن يزيد اللّيثيّ قال:

سئل مالك بن أبي السّمح عن صنعته في:

لاح بالدّير من أمامة نار

فقال: أخذته و اللّه من خربنده [4] بالشأم يسوق أحمرة، فكان يترنّم بهذا اللّحن بلا كلام، فأخذته فكسوته هذا الشعر.


[1] وردت هذه العبارة في ح هكذا: «قرأت على أبي بكر و ذكر بكار أن ابن الوليد ... إلخ»، و هو تحريف، إذ لم تعرف لحماد رواية عن أبي بكر و لكنه يروى كثيرا عن أبيه. كما أن المذكور في سياق الخبر هو الوليد لا ابنه.

[2] في ء: «الينال». و ورد في ط مهملا من غير نقط.

[3] في ط، ء: «الجاري».

[4] كذا في ب، س، م. و الخربنده: المكاري، و هي كلمة فارسية مركبة من «خر» و هو الحمار و «بنده» و هو الخادم. و في سائر الأصول: «خربندج». و العرب تضع بدل الهاء في آخر الكلمة الفارسية جميعا أو قافا للتعريب؛ مثل طازج و فالوذج في تازه و بالوده، و خندق و فستق في كنده و بسنه.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست