نزل مالك بن
أبي السّمح عند رجل بمكة مخزوميّ، و كان له غلام حائك، فأتاه آت فقال: أ ما سمعت
غناء غلامك الحائك؟ قال: لا! أ و يغنّي؟ قال: نعم بشعر لأبي دهبل الجمحيّ؛ فبعث
إليه فأتاه، فقال: تغنّه؛ فقال: ما أحسن ذاك إلا على حفّي [1]؛ فخرج مولاه و معه
مالك إلى بيته، فلما جلس على حفّه تغنّى:
تطاول هذا الليل ما يتبلّج
/ فأخذه مالك عنه و غنّاه فنسبه الناس إليه؛ و
كان يقول: و اللّه ما غنيته قطّ و لا غنّاه إلّا الحائك.
الشعر للأحوص،
و يقال: إنه لعبد الرحمن بن حسّان بن ثابت. و الغناء لمالك بن أبي السّمح ثقيل
أوّل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر. و فيه لحن لمعبد ذكره إسحاق.
عروضه من
الطويل، الشعر لأبي دهبل، و الغناء لمالك بن أبي السّمح ثقيل أوّل بالبنصر على
مذهب إسحاق من رواية عمرو بن بانة.
هرب مع ابن
عائشة يوم مقتل الوليد:
أخبرني الحسين بن
يحيى عن حماد عن أبيه عن جدّه قال:
قال ابن عائشة:
حضرت الوليد بن يزيد يوم قتل، و كان معنا مالك بن أبي السّمح و كان من أحمق الناس،
فلما قتل الوليد قال: اهرب بنا؛ فقلت: و ما يريدون منا؟ قال: و ما يؤمّنك أن
يأخذوا رأسينا فيجعلوا رأسه بينهما
[1]
كذا في ح. و الحف (بالفتح): المنوال و المنسج، و هو أيضا القصبة التي تجيء و
تذهب. و في سائر الأصول: «حقي» بالقاف، و هو تصحيف.
[3] كذا في
أكثر الأصول. و تكتم (على وزن الفعل المبني للمجهول): اسم المرأة المشبب بها. و في
م: «يكتم الهوى». و في «الشعر و الشعراء» (ص 391): «عمرة المنى».
[4] نشج (من
باب ضرب): غص بالبكاء في حلقة من غير التحاب.