responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 76

نعمت فيه و مالك بن أبي‌

السمح الكريم الأخلاق و الشّيم‌

/- غنّاه مالك في الأوّل و الثاني و الثالث رملا بالبنصر في مجراها- فيقال: إن مالكا قال له: لا و اللّه و لا إن غويت أيضا أعصيك؛ ذكر ذلك الزبير عن عمّه مصعب. و يقال: إنه قال هذه المقالة للوليد بن يزيد، فسرّ بذلك و أجزل صلته.

غنى الوليد فلم يطربه ثم غناه ثانيا فأطربه:

أخبرني الحسين بن يحيى قال نسخت من كتاب حمّاد قال حدّثني أبي قال قال ابن الكلبيّ:

قال الوليد بن يزيد لمعبد قد آذتني ولولتك [1] هذه، و قال لابن عائشة: قد آذاني استهلالك هذا، فانظرا لي رجلا يكون مذهبه متوسّطا بين مذهبيكما؛ فقالا له: مالك بن أبي السّمح؛ فكتب في إشخاصه إليه و سائر مغنّي الحجاز المذكورين؛ فلمّا قدم مالك على الوليد بن يزيد فيمن معه من المغنّين نزل على الغمر بن يزيد، فأدخله على الوليد فغنّاه فلم يعجبه؛ فلما انصرف الغمر قال له: إن أمير المؤمنين لم يعجبه شي‌ء من غنائك؛ فقال له: جعلني اللّه فداك! اطلب لي الإذن عليه مرّة واحدة، فإن أعجبه شي‌ء مما أغنّيه و إلا انصرفت إلى بلادي. فلما جلس الوليد في مجلس اللهو ذكره الغمر و طلب له الإذن، و قال له: إنه هابك فحصر؛ قال: فأذن له، فبعث إليه؛ فأمر مالك الغلام فسقاه ثلاث صراحيّات [2] صرفا؛ فخرج حتى دخل عليه يخطر في مشيته. و قال غير ابن الكلبيّ: إنه قال/ لفرّاش للوليد: اسقني عسّا [3] من شراب و لك دينار، فسقاه إيّاه و أعطاه الدينار؛ ثم قال له: زدني آخر فأزيدك/ آخر، ففعل حتى شرب ثلاثة، ثم دخل على الوليد يخطر في مشيته؛ فلما بلغ باب المجلس وقف و لم يسلم، و أخذ بحلقة الباب فقعقعها، ثم رفع صوته فغنّى:

لا عيش إلا بمالك بن أبي‌

السمح فلا تلحني و لا تلم‌

فطرب الوليد، و رفع يديه، حتى بدا إبطاه إليه مادّا لهما، و قام فاعتنقه قائما، و قال له: اذن يا ابن أخي، فدنا حتى اعتنقه؛ ثم أخذ في صوته ذلك، فلم يزالوا فيه أياما، و أجزل صلته حين أراد الانصراف. قال: و لما أتى مالك على قوله:

أبيض كالسيف أو كما يلمع ال

بارق في حالك من الظّلم‌

قال له الوليد:

أحول كالقرد أو كما يرقب‌

السارق في حالك من الظّلم‌

كان يأخذ أغاني غيره و يغيرها، و رأى إسحاق في ذلك:

و كان مالك طويلا [4] أجنى فيه حول. و قد قال قوم: إنّ مالكا لم يصنع لحنا قطّ غير هذا- أعني: «لا عيش إلّا


[1] في ح: «و أوأتك». و الوأوأة: صياح ابن آوى، و قيل: ليست خاصة به.

[2] صراحيات: جمع صراحية و هي إناء من آنية الخمر و لا يعرف أصلها. و قيل عربية صحيحة استعملها الفرس و الروم لزجاجة معروفة يوضع فيها الشراب. (راجع «القاموس» و «شرحه» و «اللسان» مادة صرح، و «المخصص» ج 11 ص 58، و «شفاء الغليل» ص 144).

[3] العس: القدح الضخم يروي الثلاثة و الأربعة. و جمعه: عسسة.

[4] كذا في أكثر الأصول، و الأجنى (بالقصر) لغة في الأجنأ (بالهمز) و هو الذي أشرف كاهله على صدره. و في م: «أحنى» (بالحاء المهملة) و الأحنى: الأحدب.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست