قدمنا على يزيد بن عبد الملك أوّل قدومنا عليه مع معبد و ابن عائشة،
فغنّياه ليلة فأطربناه، فأمر لكل واحد منّا بألف دينار و كتب لنا بها إلى كاتبه،
فغدونا عليه بالكتاب؛ فلما رآه أنكره و قال: أ يؤمر لمثلكم بألف دينار ألف دينار!
لا و اللّه و لا حبّا و لا كرامة!. فرجعنا إلى يزيد فأخبرناه بمقالته و كررنا
عليه؛ فقال: كأنه استنكر ذلك؟ فقلنا:
نعم؛ فقال:
مثله و اللّه يستنكره و دعاه؛ فلما حضر و رآنا عنده استأمره فيها،/ فأطرق مستحييا؛
و قال له: إني قد قلتها لهم و لا يجمل أن أرجع عما قلت، و لكن قطّعها عليهم. قال
مالك: فمات و اللّه يزيد، و قد بقي لكل واحد منا أربعمائة دينار.
غنى جعفرا و
محمدا ابني سليمان بن علي فلامهما أبوهما:
أخبرني الحسين
بن يحيى قال نسخت من كتاب حمّاد قال قرأت على أبي، و حدّثنا الحسن بن محمد قال:
/ لمّا انهزم
عبد اللّه بن عليّ من أبي مسلم قدم البصرة، و كان عند سليمان بن عليّ، و كان مالك
بن أبي السمح يومئذ بها، فاستزاره جعفر و محمد فزارهما، و غنّاهما مالك في جوف
الليل في دار سليمان بن عليّ، و بلغ الخبر سليمان، فدخل عليهم فعذل جعفرا و محمدا،
و قال: نحن نتوقّع الطامّة الكبرى و أنتم تسمعون الغناء! فقالا: أ لا تجلس و تسمع!
ففعل، فغنّاهم مالك:
[2] التكملة
عن «الأغاني» ص 101 من هذا الجزء و «أمالي القالي» (ج 3 ص 128 طبع دار الكتب
المصرية).
[3] اللمم:
مقاربة الذنب من غير مواقعة و قيل: هو ما دون الكبائر من الذنوب و في التنزيل
العزيز: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَواحِشَ
إِلَّا اللَّمَمَ أي صغائر الذنوب.