responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 71

السّهميين؛ فلما تزوّج حسين عابدة [1] بنت شعيب السّهميّة خاصمهم بسببها؛ و كان جدّ مالك معه و عونا له مع من عاونه، فنشبت بذلك حال بينه و بين بني هاشم، حتى ولد مالك في دورهم، فصارت دعوته فيهم.

أدرك الدولة العباسية و قدم على سليمان بن علي فأجازه:

أخبرني الحسين بن يحيى قال قال حمّاد: قرأت على أبي:

و عمّر مالك حتى أدرك دولة بني العباس، و قدم على سليمان بن عليّ بالبصرة، فمتّ إليه بخئولته في قريش، و دعوته لبني هاشم، و انقطاعه إلى ابن جعفر، فعجّل له سليمان صلته و كساه و كتب له بأوساق [2] من تمر.

ملازمته في أول أمره باب حمزة بن الزبير و أخذه الغناء عن معبد:

أخبرني جعفر بن قدامة قال حدّثني ميمون بن هارون قال حدّثني القاسم بن يوسف قال أخبرني الوردانيّ قال:

كان مالك بن أبي السّمح المغنّي من طي‌ء، فأصابتهم حطمة [3] في بلادهم بالجبلين، فقدمت به أمه و بإخوة له و أخوات أيتام لا شي‌ء لهم؛ فكان يسأل الناس على باب/ حمزة بن عبد اللّه بن الزّبير، و كان معبد منقطعا إلى حمزة يكون عنده في كل يوم يغنّيه؛ فسمع مالك غناءه فأعجبه و اشتهاه، فكان لا يفارق باب حمزة يسمع غناء معبد إلى الليل، فلا يطوف بالمدينة و لا يطلب من أحد شيئا و لا يريم موضعه، فينصرف إلى أمه و لم يكتسب شيئا، فتضربه، و هو مع ذلك يترنّم بألحان معبد و يؤدّيها دورا دورا في مواضع صيحاته و إسجاحاته و نبراته [4] نغما بغير لفظ و لا رواية شي‌ء من الشعر؛ و جعل حمزة كلّما غدا و راح رآه ملازما لبابه؛ فقال لغلامه يوما: أدخل هذا الغلام الأعرابيّ إليّ؛ فأدخله؛ فقال له: من أنت؟ فقال:/ أنا غلام من طي‌ء أصابتنا حطمة بالجبلين فحطّتنا إليكم و معي أمّ لي و إخوة، و إني لزمت بابك فسمعت من دارك صوتا أعجبني، فلزمت بابك من أجله؛ قال: فهل تعرف منه شيئا؟

قال: أعرف لحنه كلّه و لا أعرف الشعر؛ فقال: إن كنت صادقا إنك [5] لفهم. و دعا بمعبد فأمره أن يغنّي صوتا فغنّاه، ثم قال لمالك: هل تستطيع أن تقوله؟ قال نعم؛ قال: هاته؛ فاندفع فغنّاه فأدّى نغمه بغير شعر، يؤدّي مدّاته و ليّاته و عطفاته و نبراته و تعليقاته لا يخرم حرفا؛ فقال لمعبد: خذ هذا الغلام إليك و خرّجه، فليكوننّ له شأن؛ قال معبد: و لم أفعل ذلك؟ قال: لتكون محاسنه منسوبة إليك، و إلّا عدل إلى غيرك فكانت محاسنه منسوبة إليه؛ فقال:

غير الذي أنت له مستحقّ من الباطل أ كنت ترضى بذلك؟ قال لا؛ قال: و كذلك لا يسرّك أن تحمد بما لم تفعل؛ قال نعم؛ قال: فو اللّه ما شبعت على/ بابك شبعة قطّ و لا انقلبت منه إلى أهلي بخير؛ فأمر له و لأمّه و لإخوته بمنزل، و أجرى لهم رزقا و كسوة، و أمر لهم بخادم يخدمهم و عبد يسقيهم الماء، و أجلس مالكا معه في مجالسه، و أمر معبدا


[1] كذا في ط، ء و فيما سيأتي في أكثر الأصول. و في سائر الأصول هنا: «عائدة».

[2] الأوساق: جمع وسق (بالفتح) و هو ثلاثمائة و عشرون رطلا عند أهل الحجاز و أربعمائة و ثمانون رطلا عند أهل العراق على اختلافهم في مقدار الصاع و المدّ.

[3] الحطمة: السنة و الجدب. و المراد بالجبلين أجأ و سلمى لأنهما جبلا طي‌ء (انظر «معجم ياقوت» في الكلام عليهما).

[4] قال في «اللسان» (مادّة نبر): «و نبرة المغني: رفع صوته عن خفض».

[5] لعله جواب لما قبله على تقدير القسم، أي على تقدير: لئن كنت ... إلخ، و لو كان جوابا للشرط من غير تقدير القسم لوجب اقترانه بفاء الجزاء.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست