هو مالك بن أبي
السّمح. و اسم أبي السمح جابر بن ثعلبة الطائي أحد بني ثعل [1] ثم أحد بني عمرو بن
درماء [2]. و يكنى أبا الوليد. و أمه قرشيّة من بني مخزوم، و قيل: بل أمّ أبيه
منهم، و هو الصحيح.
و قال ابن
الكلبي: هو مالك بن أبي السمح بن سليمان بن أوس بن سماك [3] بن سعد بن أوس بن عمرو
بن درماء أحد بني ثعل. و أمّ أبيه بنت مدرك بن عوف بن عبيد بن عمرو بن مخزوم. و
كان أبوه منقطعا إلى عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب و يتيما في حجره أوصى به أبوه
إليه، فكان ابن جعفر يكفله و يمونه، و أدخله و سائر إخوته في دعوة بني هاشم، فهم
معهم إلى اليوم. و كان أحول طويلا أحنى [4]. قال الوليد بن يزيد فيه يعارض الحسين
بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن العبّاس بن عبد المطلب في قوله فيه:
أبيض كالبدر أو كما يلمع ال
سارق في حالك من الظّلم
فقال له
الوليد: بل أنت.
أحول كالقرد أو كما يرقب ال
سارق في حالك من الظّلم
أساتذته في الغناء
و موته في خلافة المنصور:
و أخذ الغناء
عن جميلة و معبد و عمر [5] حتى أدرك الدولة العباسيّة، و كان منقطعا إلى بني
سليمان بن عليّ، و مات في خلافة أبي جعفر المنصور.
كان أبوه
منقطعا إلى ابن جعفر و السبب في ذلك:
أخبرني الحسين
بن يحيى قال نسخت من كتاب حمّاد: قرأت على أبي:
أنّ السبب في
انقطاع أبي السّمح إلى ابن جعفر أنّ السّنة أقحمت طيّئا، فكان ثعلبة جدّ مالك
أحدهم، فولد أبو السّمح بالمدينة؛ و كان صديقا للحسين بن عبد اللّه الهاشميّ، و
كان سبب ذلك مودّة كانت بينه و بين آل شعيب [6]
[1]
بنو ثعل (كصرد): حي من طيء، و ليس بمعدول إذ لو كان معدولا لم يصرف.
[2] بنو
درماء: أولاد عمرو بن عوف بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل الطائي، و درماء أمهم، و
كانوا بالشأم بقلعة الداروم و ما يجاورها.
[5] هو عمر
الوادي المغني، و قد كان معاصرا له و كان أستاذا مبرزا في الغناء (انظر ترجمته في
«الأغاني» ج 6 ص 141 طبع بولاق).
[6] هو شعيب
بن محمد بن عبد اللّه بن عمرو بن العاص كما سيذكره المؤلف في ص 107 من هذا الجزء.
و قد اضطربت الأصول هنا في ذكره في هذا السطر و الذي يليه بين «سعيد» و «شعيب».
(راجع كتاب «المعارف» لابن قتيبة ص 146).