responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 257

نهاني الرشيد أن أغنّي أحدا غيره، ثم استوهبني جعفر بن يحيى و سأله أن يأذن لي في أن أغنّيه ففعل، و اتّفقنا يوما عند جعفر بن يحيى و عنده أخوه الفضل، و الرشيد يومئذ يعقب علّة قد عوفي منها و ليس يشرب؛ فقال لي الفضل: انصرف إليّ الليلة حتى أهب لك مائة ألف درهم؛ فقلت له: إنّ الرشيد [1] قد نهاني ألّا أغنّي إلّا له أو لأخيك، و ليس يخفى عليه خبري، و أنا متّهم عنده بالميل إليكم، و لست أتعرّض له و لا أعرّضك، و لم أجبه. فلمّا نكبهم الرشيد قال: إيه يا إسحاق، تركتني بالرّقّة و جلست ببغداد تغنّي للفضل بن يحيى! فحلفت بحياته أنّي ما جالسته قطّ إلّا على المذاكرة و الحديث، و أنه ما سمعني قطّ أغنّي إلا عند أخيه جعفر، و حلفت بتربة المهديّ أن يسأل عن هذا جميع من في الدار من نسائه؛ فسأل عنه فحدّثنه بمثل ما ذكرته له، و عرف خبر المائة الألف الدرهم التي بذلها لي فرددتها عليه. فلما دخلت عليه ضحك إليّ ثم قال: قد سألت عن أمرك فعرفت منه مثل ما عرّفتني، و قد أمرت لك بمائة ألف درهم عوضا مما بذله لك الفضل.

تحدث بحديث لا إسناد فيه و سئل عن ذلك فأجاب:

حدّثني الصّوليّ قال حدّثني ميمون بن هارون عن إسحاق أنه كان يقول: الإسناد قيد الحديث؛ فتحدّث مرّة بحديث لا إسناد له، فسئل عن/ إسناده، فقال: هذا من المرسلات عرفا.

أنشد الفضل شعر نصيب فأجازه:

حدّثني الصّوليّ قال حدّثني ميمون بن هارون عن أبيه، و حدّثني عمّي عبد اللّه بن أبي سعد قال حدّثني محمد بن عبد اللّه بن مالك عن إسحاق قال: أنشدت الفضل بن يحيى قول أبي الحجناء نصيب مولى المهديّ فيهم:

صوت‌

عند الملوك مضرّة و منافع‌

و أرى البرامك لا تضرّ و تنفع‌

إنّ كان شرّ كان غيرهم له‌

أو كان خير فهو فيهم أجمع‌

إنّ العروق إذا استسرّ [2] بها الثّرى‌

أشر [3] النبات بها و طاب المزرع‌

فإذا جهلت من امرئ أعراقه‌

و قديمه فانظر إلى ما يصنع‌

قال فقال: كأنّا و اللّه لم نسمع هذا الشعر قطّ، قد كنا وصلناه بثلاثين ألف درهم، و إذا نجدّد له الساعة صلة له و لك معه لحفظك الأبيات؛ فوصلنا بثلاثين ألف درهم.

عتب عليه المأمون في شي‌ء فاسترضاه بشعر:

و أخبرني الصّوليّ قال حدّثني الحسن بن يحيى الكاتب أبو الجمّاز قال:

عتب المأمون على إسحاق في شي‌ء؛ فكتب إليه رقعة و أوصلها إليه من يده؛ ففتحها المأمون فإذا فيها قوله:


[1] في أ، ح، م: «إنه الرشيد و قد نهاني».

[2] استسر: خفي.

[3] أشر النبات: مرح و طال.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست