حدّثني عمّي و
أحمد بن عبيد اللّه بن عمّار قال حدّثنا فضل اليزيديّ عن إسحاق قال:
غنّيت المأمون
يوما هذين البيتين:
لأحسن من قرع المثاني و رجعها
تواتر صوت الثغر يقرع بالثغر
و سكر الهوى أروى لعظمي و مفصلي
من الشّرب في الكاسات من عاتق الخمر
فقال لي
المأمون: أ لا أخبرك بأطيب من ذلك و أحسن؟ الفراغ و الشباب و الجدة.
أعتق غلامه
فتحا لحسن جوابه:
حدّثني
الصّوليّ قال حدّثني الحسين بن يحيى قال:
كان لإسحاق
غلام يقال له فتح، يستقي الماء لأهل داره على بغلين من بغاله دائما؛ فقال إسحاق:
قلت له يوما: أيّ شيء خبرك يا فتح؟ قال: خبري أنه ليس في هذه الدار أحد أشقى منّي
و منك؛ قلت: و كيف ذلك؟ قال:
أنت تطعم أهل
الدار الخبز و أنا أسقيهم الماء؛ فاستظرفت قوله و ضحكت منه، [ثم] قلت له: فأيّ
شيء تحبّ؟
قال: تعتقني و
تهب لي البغلين أستقي عليهما؛ فقلت له: قد فعلت.
شعره في أبي
البصير و كان يدّعي الغناء بغير علم:
أخبرني أبو
الحسن أحمد بن محمد الأسديّ قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق قال:
كان لأبي
البصير الشاعر قيان، و كان يتكلّم في الغناء بغير علم و لا صواب فيضحك منه، فقال
أبي فيه:
/
سكتّ عن الغناء فما أماري
بصيرا لا و لا غير البصير
مخافة أن أجنّن فيه نفسي
كما قد جنّ فيه أبو البصير
نهاه الرشيد
عن الغناء إلا له أو لجعفر بن يحيى و قصته مع الفضل في ذلك:
أخبرني الحسين
بن يحيى المرداسيّ قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال:
[1]
المدرجة: الطريق. و التيهاء: المفازة التي لا يهتدي فيها. و الزميلة: الضعيف
الجبان.
[2] جوز
الشيء: وسطه و معظمه. و الشملة: الناقة السريعة. و القرا: الظهر. و المناسم:
الأخفاف.