responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 192

جت يوما من داري و أنا مخمور أتنسّم الهواء، فمررت برجل ينشد رجلا معه لذي الرّمّة:

صوت‌

أ لم تعلمي يا ميّ أنّي و بيننا

مهاو لطرف العين فيهنّ مطرح [1]

ذكرتك أن مرّت بنا أمّ شادن [2]

أمام المطايا تشرئبّ و تسنح‌

من المؤلفات الرمل أدماء [3] حرّة

شعاع الضّحى في متنها يتوضّح‌

/ هي الشّبه أعطافا و جيدا و مقلة

و ميّة منها بعد أبهى و أملح‌

كأن البرى [4] و العاج عيجت متونه‌

على عشر نهّى [5] به السيل أبطح‌

لئن كانت الدنيا عليّ كما أرى‌

تباريح من ميّ فللموت أروح‌

فأعجبني، فصنعت فيه لحنا غنّيت به المأمون، فأخذت به منه مائة ألف درهم. لحن إسحاق في هذه الأبيات أوّل مطلق في مجرى البنصر.


[1] مهاو: جمع مهواة و هي ما بين الجبلين. يريد الشاعر أن يصفها بأنها مهاو بعيدة يسرح فيها البصر فلا يرده شي‌ء.

[2] أم شادن: كنية الظبية، و الشادن: ولدها الذي قد قوي و طلع قرناه و استغنى عن أمه. و يقال: ظبية مشدن أي ذات شادن يتبعها.

و تشرئب: ترفع رأسها لتنظر، و كل رافع رأسه مشرئب. و في ب، ح: «تستريب» و هو تحريف. و تسنح: تعرض، و قيل: تسنح:

تأتي عن شمالك.

[3] كذا في س، و «ديوان ذي الرمة» (ص 80) طبع كلية كمبردج. و يروى «من الآلفات الرمل»، يقال: آلف المكان و ألفه. و في سائر الأصول: «المولعات». و يروى: من الموطنات. و الأدماء: واحدة الأدم، و هي- كما قال الأصمعيّ-: الظباء البيض تعلوهن جدد فيهن غبرة، فإن كانت خالصة البياض فهي الآرام. و حرة: كريمة. و يتوضح: يبرق.

[4] البرى: الخلاخيل، الواحدة برة، و كل حلقة تسميها العرب برة. و العاج: أسورة تتخذها نساء العرب من العاج، و عيجت: لويت.

و العشر: شجر ناعم لين مستو. شبه ساعديها و ساقيها بشجر العشر في الاستواء و اللين.

[5] كذا في ح و «ديوانه» و وردت مصححة بخط الأستاذ الشنقيطي أيضا. و نهى الشي‌ء: أبلغه و أوصله، و نهاه: بلغ نهايته (بالتضعيف فيهما)، و هذا المعنى غير مراد. و في سائر الأصول: «تهمى» و هو تحريف. و الأبطح: بطن الوادي. و مرجع الضمير في «به» شجر العشر مرادا به مكانه الذي ينبت فيه. و عدّي «نهى» بالباء لأنه ضمن معنى «حبس»، أي إن بطن الوادي حمل السيل و أبلغه للمكان الذي ينبت فيه شجر العشر و حبسه به فهو لذلك ريان ممتلئ. (انظر نسخة مخطوطة من «ديوان ذي الرمة» بشرح الأعلم الشنتمري محفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم 1840 أدب ص 43).

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست