فأنت أعلم؛ قال: أفعل ذلك لموضعك على ما فيه عليّ؛ ثم أتيت إبراهيم،
و جلست عنده مليّا، و تجارينا [1] الحديث إلى أن خرجنا إلى ذكر الغناء، فخاطبته
بما قال لي إسحاق، فتغيّر لونه و انكسر، ثم قال: يا محمد، ليس هذا من كلامك، هذا
من كلام الجرمقانيّ [2] ابن الزانية؛ قل له عنّي: أنتم تصنعون هذا للصناعة، و نحن
نصنعه للّهو و اللعب و العبث. قال: فخرجت إلى إسحاق فحدّثته بذلك فقال: الجرمقانيّ
و اللّه منا أشبهنا بالجرامقة لغة و هو الذي يقول: «ذهبتو»؛ و أقام عندي يومه فرحا
بما بلّغته إبراهيم عنه من توقيفه على/ خطئه.
كان محمد بن
راشد صديقا له فنقل عنه حديثا لابن المهدي ففسد ما بينهما و شعره في ذلك:
قال عليّ بن
محمد قال لي أبي:
كان محمد بن
راشد صديقا لإسحاق ثم فسد ما بينهما؛ فإنه طابق [3] إبراهيم بن المهديّ عليه، و
بلغه عنه من توقيعه أنه يذكره. و كان في محمد بن راشد رداءة و نقل للأحاديث؛ فقال
فيه إسحاق:
و ندمان صدق لا تخاف أذاته
و لا يلفظ الأخبار لفظ ابن راشد
دعاني إلى ما يشتهي فأجبته
إجابة محمود الخلائق ماجد
فلا خير في اللّذات إلّا بأهلها
و لا عيش إلا بالخليل المساعد
قال: فجمع ابن
راشد عدّة من الشعراء و أمرهم بهجاء إسحاق؛ فهجوه بأشعار لم تبلغ مراده، فلم
يظهرها.
[4] كذا في
ح، و كذلك صححها الأستاذ الشنقيطي في نسخته. و تحفز الرجل و اقلولى: إذا استقل على
رجليه و لما يستو قائما و قد تهيأ للوثوب. و في سائر الأصول: «تحفر» (بالراء
المهملة)، و هو تصحيف.