responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 182

قال إسحاق: فقلت له: أ ليس غير هذا؟ فقال: لا، إنما أرسلته يتيما؛ فقلت: أ فلا أجيزه؟ قال: شأنك؛ فقلت له:

فبيتك خير من بيوت كثيرة

و قدرك خير من وليمة جارك‌

/ قال: فضحك ثم قال: أحسنت بأبي أنت و أمي، جئت و اللّه به قبلا [1] ما انتظرت به القرب، و ما ألوم الخليفة أن يجعلك في سمّاره و يتملّح بك، و إنك لمن طراز ما رأيت بالعراق مثله، و لو كان الشباب يشترى لا انتعته لك بإحدى عينيّ و يمنى يديّ، و على أن فيك بحمد اللّه و منّه بقيّة تسرّ الودود، و ترغم الحسود. هذا لفظ يزيد المهلّبيّ و الأخفش. و أخبرني بهذا الخبر محمد بن عبد اللّه بن عمّار فقال حدّثني عمر بن شبّة قال حدّثني إسحاق قال قال لي إمّا/ شدّاد بن عقبة و إما أبو مجيب [2]:

قالت امرأة القتّال الكلابيّ له: هل لك في فلقة من حوار نطبخها لك؟ فقال: لا و اللّه، نحن على وليمة أبي سفيان و دعوته، و كان أبو سفيان رجلا من الحيّ زفّت إليه امرأته تلك الليلة؛ فجعل ينظر دخانا فلا يراه، فقال:

إنّ أبا سفيان ليس بمولم‌

فقومي فهاتي فلقة من حوارك‌

ثم ذكر باقي الخبر على ما تقدّم من الذي قبله.

أنشد أعرابيا شعرا له فمدحه:

أخبرنا يحيى بن عليّ قال حدّثني أبيّ قال حدّثني إسحاق قال:

أنشدت أعرابيّا فهما شعرا لي، فقال: أقفرت و اللّه يا أبا محمد؛ قلت: و ما أقفرت؟ قال: رعيت قفرة لم ترع قبلك. (يريد: أبدعت).

دخل على المأمون و عقيد يغنيه فتبين خطأ في الغناء لم يتبينه أحد ممن حضر:

أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش و عمّي قالا حدّثنا محمد بن يزيد المبرّد قال حدّثني بعض أصحاب السلطان بمدينة السلام قال سمعت إسحاق الموصليّ يقول:

دخلت على المأمون يوما و عقيد يغنّيه ارتجالا و غيره يضرب عليه؛ فقال: يا إسحاق، كيف تسمع مغنّينا هذا؟

فقلت: هل سأل أمير المؤمنين عن هذا غيري؟ قال: نعم، سألت عمّي إبراهيم فوصفه و قرّظه و استحسنه؛ فقلت له:

يا أمير المؤمنين- أدام اللّه سرورك، و أطاب عيشك- إنّ الناس قد أكثروا في أمري حتى نسبتني فرقة إلى التّزيّد في علمي؛ فقال لي: فلا يمنعك ذلك من قول الحق إذا لزمك؛ فقلت لعقيد: اردد هذا الصوت الذي غنّيته آنفا، و تحفّظ فيه و ضرب ضاربه عليه؛ فقلت لإبراهيم بن المهديّ: كيف رأيته؟ فقال: ما رأيت شيئا يكره و لا سمعته؛


[1] القبل (بالتحريك): الارتجال أي التكلم بكلام لم يكن قد أعدّه، يقال: تكلم قبلا فأجاد، و اقتبل الكلام و الخطبة اقتبالا إذا ارتجلهما و لم يكن أعدّهما. و القبل أيضا: أن يورد الرجل إبله فيستقي على أفواهها و لم يكن هيأ لها قبل ذلك شيئا. و القرب (بالتحريك): أن يكون بين القوم و بين الماء ليلة أو عشية فيعجلون بإبلهم و يسوقونها إليه سوقا شديدا. يريد أنه جاء به ارتجالا و عفو الخاطر من غير أن يتريث به و يكد سعيا في طلبه.

[2] كذا في ح و كذلك صححه المرحوم الشنقيطي في نسخته، و هو أبو مجيب الريفي، كما سيأتي ذكره بعد قليل في أخبار إسحاق.

و قد جاء مضطربا في سائر الأصول هنا.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست