responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 119

فركبت أدور في ظهر الحيرة، فنظرت إلى بستان فقصدته فإذا على بابه شابّ حسن الوجه، فاستأذنته في الدخول فأذن لي، فدخلت فإذا جنّة من الجنان في أحسن تربة و أغزرها ماء، فخرجت فقلت له: لمن هذا البستان؟ فقال:

لبعض الأشاعثة [1]؛ فقلت له: أ يباع؟ فقال: نعم و هو على سوم؛ فقلت: كم بلغ؟ فقال: أربعة عشر ألف دينار؛ قلت: و ما يسمّى هذا الموضع؟ قال: شمارى؛ فقلت:

صوت‌

جنان شمارى ليس مثلك منظر

لذي رمد أعيا عليه طبيب‌

ترابك كافور و نورك [2] زهرة

لها أرج بعد الهدوّ يطيب [3]

/ قال: و حضرتني فيه صنعة حسنة؛ فلما جلس الرشيد و أمر بالغناء غنّيته إياه أوّل ما غنّيت؛ فقال: ويلك! و أين شمارى؟ فأخبرته القصّة؛ فأمر لي بأربعة عشر ألف دينار؛ و غمزني جعفر بن يحيى فقال: خذ توقيعه بها إليّ؛ و تشاغل الرّشيد عنّي، فأعدت الصوت، فقال: ويلكم! أعطوا هذا دنانيره؛ فوثبت و قلت: يا سيّدي، وقّع لي بها إلى جعفر بن يحيى؛ فقال: أفعل، و وقّع لي بها إليه؛ فلمّا حصل التوقيع عند جعفر أطلق لي المال و خمسة آلاف دينار من عنده؛ فلما حصل المال عندي كان أحبّ إليّ و أحسن في عيني من شمارى.

عرض الرشيد أبياتا ليجيزها الشعراء ثم أمره فغنى فيها:

أخبرني [4] جعفر بن قدامة قال أخبرني أبو العيناء قال:

خرج الفضل بن الرّبيع يوما من حضرة الرشيد و معه رقعة فيها أربعة أبيات، فقال: إن أمير المؤمنين يأمر كلّ من حضر ممن يقول الشعر أن يجيزها، و هي:

أهدى الحبيب مع الجنوب سلامه‌

فاردد إليه مع الشّمال سلاما

و اعرف بقلبك ما تضمّن قلبه‌

و تداولا بهواكما الأيّاما

و إذا بكيت له فأيقن أنه‌

ستجود أدمعه عليك رهاما [5]

فاحبس دموعك رحمة لدموعه‌

إن كنت تحفظ أو تحوط ذماما

/ فلم يوجد من يجيزها، فأمر إبراهيم فغنّى فيها لحنا من خفيف الثقيل.

انقطع عن الرشيد في سفره عند خمار و شعره في ذلك:

أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدّثني أبو العبّاس البصريّ [6] قال حدّثني عبد اللّه بن الفضل بن الرّبيع قال سمعت أبي يقول:


[1] الأشاعثة: منسوبون إلى الأشعث بن قيس بن معديكرب الكندي أبي محمد الصحابي، وفد على النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم و روى عنه و عن عمر رضي اللّه عنه، و نزل الكوفة و مات بها في آخر سنة أربعين هجرية و هو ابن ثلاث و ستين سنة.

[2] في ح: «و نبتك».

[3] في ح: «و طيب».

[4] هذا الخبر الذي يبتدئ من قوله: «أخبرني جعفر» إلى قوله: «لحنا من خفيف الثقيل» ساقط من ط، ء، م.

[5] الرهام: جمع رهمة (بالكسر) و هي المطر الضعيف.

[6] في ح: «النصرى» بالنون.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست