له و ما كذب، و لكنّي مررت به البارحة و هو يردّده على جارية له
فوقفت حتى دار لي و استوى فأخذته منه؛ فدعا به الرشيد و رضي عنه، و أمر له بخمسة
آلاف دينار.
الغناء
لإبراهيم رمل بالسبّابة في مجرى البنصر عن إسحاق.
قصته مع
إبراهيم بن المهدي و ابن جامع عند الرشيد:
أخبرني يحيى بن
عليّ بن يحيى قال حدّثنا أبي عن طيّاب [2] بن إبراهيم الموصليّ قال:
كان إبراهيم بن
المهديّ يقدّم ابن جامع و لا يفضّل عليه أحدا، فأخبرني إبراهيم بن المهديّ قال:
كنا في مجلس الرشيد و قد/ غلب النبيذ على ابن جامع، فغنّى صوتا فأخطأ في أقسامه؛
فالتفت إليّ إبراهيم فقال: قد خري [3] قد خرى أستاذك فيه! و فهمت صدقه فيما قال؛
قال: فقلت له: انتبه أيها الشيخ و أعد الصوت، ففطن و أعاده و تحفّظ فيه و أصاب؛ فغضب
إبراهيم و أقبل عليّ فقال:
و تنكّر لي و
حلف ألّا يكلّمني؛ فقلت للرشيد بعد أيام: إن لي حاجة؛ قال: و ما هي؟ قلت: تأمر
إبراهيم الموصليّ أن يرضى عنّي و يعود إلى ما كان عليه؛ فقال:/ و من إبراهيم حتى
يطلب [5] رضاه! فقلت:
يا أمير
المؤمنين، إن الذي أريده منه لا ينال إلا برضاه؛ فقال: قم إليه يا إبراهيم فقبّل
رأسه؛ [فقام إليّ ليقبّل [6] رأسي]، فلما أكبّ عليّ قال: تعود؟ قلت: لا؛ قال: قد
رضيت عنك رضا صحيحا، و عاد إلى ما كان عليه.
خرج مع
الرشيد إلى الحيرة و غناه فأجازه:
أخبرني أبو
الحسن أحمد بن يحيى بن عليّ بن يحيى قال: سمعت جدّي عليّا يحدّث عن إسحاق قال:
قال أبي: خرجت
مع الرشيد إلى الحيرة، فساعة نزل بها دعا بالغداء فتغدّى ثم نام، فاغتنمت قائلته
فذهبت
[2] كذا في
أكثر الأصول هنا و فيما يأتي في جميع الأصول في أكثر من موضع. و في ط، ء هنا:
«طباب» بالباء الموحدة من تحت.
[3] في ح:
«قد خزي أستاذك فيه» بالزاي و بدون تكرار.
[4] كذا في
ط، ء، س و إحدى روايتي ح، و هي الرواية المشهورة. و استدّ: استقام. و في سائر الأصول
«اشتدّ» بالشين المعجمة. قال الأصمعيّ: اشتدّ بالشين المعجمة ليس بشيء. و قال ابن
برّي: هذا البيت ينسب إلى معن بن أوس قاله في ابن أخت له. و قال ابن دريد: هو
لمالك بن فهم الأزدي، و كان اسم ابنه سليمة، رماه بسهم فقتله فقال البيت. قال ابن
برّي: و رأيته في شعر عقيل بن علقة يقوله في ابنه عميس حين رماه بسهم. و بعده.